يبدو أن نادي النصر السعودي قرر الرهان على خبرات المدرب البرتغالي جورجي جيسوس

وذلك بإعطائه فرصة فريدة ليضع اسمه بجانب إنجازٍ استثنائي يُذكر لمدربين نادرين في تاريخ دوري المحترفين السعودي. الإنجاز الفريد الذي يداعب طموحات جيسوس هو معادلة الرقم الذي حققه الأرجنتيني جابرييل كالديرون، والذي لا يزال حتى اليوم المدرب الوحيد الذي توّج بلقب الدوري السعودي للمحترفين مع فريقين مختلفين.

النصر أعلن رسميًا، يوم الإثنين، عن التعاقد مع جيسوس لتولي قيادة الفريق الأول لكرة القدم للموسم القادم. هذه الخطوة تأتي بعد فترة قصيرة من انتهاء ولاية المدرب السابقة مع الهلال، والتي أُحيطت في نهايتها بظلٍّ من النتائج المخيّبة التي اختتمت حقبته الثانية مع الأزرق بمذاق مرير. ورغم ذلك، فإن هذه التجربة السابقة قد حملت نجاحًا بارزًا لجيسوس، حيث قاد الهلال لتحقيق لقب دوري روشن السعودي في الموسم قبل الماضي.

الآن، يجد المدرب البرتغالي نفسه أمام تحدٍّ جديد وقصة طموح مختلفة مع النصر. إذا تمكن من قيادة الفريق إلى الظفر بلقب الدوري خلال الموسم المقبل، فإنه بذلك سيُعيد كتابة التاريخ ليساوي إنجاز كالديرون، الذي سجل لحظاته المجيدة عندما حقق اللقب مع الاتحاد في موسم 2008-2009 ثم كرر الإنجاز مع الهلال في موسم 2010-2011.

تاريخ جابرييل كالديرون يحمل بعض الدروس والتقلّبات التي ربما يتطلع جيسوس لتجنبها أو التعلم منها، إذ أقيل المدرب الأرجنتيني من تدريب الاتحاد في بداية عام 2010 بسبب تراجع الأداء والنتائج. غير أن عودته السريعة إلى المشهد السعودي عبر بوابة الهلال بعد أشهرٍ معدودة كانت محور تقلبات مذهلة انتهت بتتويجه بلقب الدوري مع الأزرق في موسم 2010-2011، ليستعيد بذلك سمعته بقوة ويثبت مكانته.

منذ انطلاقة دوري المحترفين السعودي في صيف عام 2008، لم يتمكن أي مدرب آخر، باستثناء كالديرون، من تحقيق هذا النوع الخاص من التميز بقيادة فريقين مختلفين للقب. على الجانب الآخر، نجح مواطن كالديرون، المدرب الأرجنتيني رامون دياز، في الفوز بلقب الدوري مرتين لكنه اكتفى بتحقيقهما مع فريق واحد فقط وهو الهلال.

اليوم، تُفتح صفحات جديدة أمام جورجي جيسوس في تجربته المرتقبة مع النصر، وبينما يثير الحديث عن الأرقام القياسية الشهية والطموح بصنع تاريخ جديد، يبقى الملعب هو الميدان الذي ينتظر الترجمة الفعلية لهذه الأحلام والتطلعات.