
.

وسط موجة واسعة من الغضب والانتقادات داخل أروقة نادي الرائد ومع جماهيره



أعلن النادي رسمياً هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى السعودي بعد موسم كارثي على كافة الأصعدة لم يُجدِ فيه التغيير الفني والإداري نفعاً. مسار النادي في دوري المحترفين انتهى بطريقة مؤلمة، وأثار ذلك حالة من السخط بين الجماهير والرموز التاريخية للنادي، والتي كانت تحذر من المصير الحالي منذ سنوات دون أن تجد آذاناً صاغية.
رئيس النادي الأسبق خالد السيف عبّر عن امتعاض شديد تجاه ما أسماه بـ"تجاهل واضح" من وزارة الرياضة رغم التحذيرات التي قدموها على مدار ثلاث سنوات. وأشار السيف إلى أنهم سبق أن التقوا بالمسؤولين وحذروا من انهيار الفريق، لكن الوزارة لم تتخذ أي إجراءات فعالة، متسائلاً عن سبب تهميش الرائد على عكس التدخلات التي تمت لإنقاذ أندية أخرى مثل الاتحاد والأهلي.
السيف لم يتوقف عند انتقاد وزارة الرياضة فقط، بل حمّل الإدارة الحالية للنادي جزءاً كبيراً من المسؤولية، معتبراً أن الخلل داخلي بالدرجة الأولى. وأوضح أن إدارة النادي الحالية افتقدت للتوجيه والنظرة الاحترافية، ما أدى لانهيار المنظومة بشكل كامل. واصفاً النادي بـ"مدينة الأشباح"، حيث انسحبت الجماهير وفُقد الدعم الإداري والتواصل الداخلي بين الأطراف المختلفة.
وفي مواجهة هذه الأزمة العميقة، طالب السيف بتغيير جذري على مستوى الإدارة. وذكر أن الوضع الحالي لا يمكن إصلاحه بنفس الأشخاص الذين كلفوا النادي الهبوط، وأكد أن اللاعبين الحاليين بالفريق غير قادرين على القتال لعودة النادي إلى مكانه الطبيعي في دوري المحترفين.
أما عن فترة رئاسة فهد المطوع، الذي أعيد انتخابه رئيساً للنادي منذ 2023، فقد جاءت على خلفية وعود بتحويل الفريق إلى منافس قوي، لكن الواقع كان مغايراً تماماً. رغم الصفقات الكبيرة والتعاقد مع جهاز فني جديد بقيادة المدرب الكرواتي إيجور جوفيتيتيش ثم البرازيلي إيدير هيلمان لاحقاً، إلا أن الفريق ظل يعاني من تراجع الأداء وتذبذب النتائج نتيجة التخبط الإداري والفني.
ومع تراجع مستوى الفريق، حاولت الإدارة استحداث تغييرات جديدة، لكن الظروف كانت صعبة للغاية. المدرب هيلمان صرح بعد إقالته أن الموارد المالية الضعيفة وقلة الخيارات المتاحة في سوق الانتقالات زادت الأمور سوءاً. والمحاولات الأخيرة بتعيين المدرب ريزيتش لإنقاذ ما يمكن إنقاذه باءت بالفشل أيضًا، ليكون الرائد أول الأندية المعلنة هبوطاً هذا الموسم.
الهبوط إلى الدرجة الأولى مثّل صدمة لجماهير النادي، التي عبّرت عن استيائها عبر مختلف المنصات وطالبت بتغيير الإدارة بشكل عاجل. حالة من التشاؤم تسود بين محبي النادي حول قدرة الفريق على العودة سريعاً لدوري المحترفين، لا سيما في ظل القيود المفروضة عليه، مثل المنع من التسجيل لثلاث فترات تعاقدية وأداء منافسيه الذين يحظون بدعم واضح.
رحيل الإدارة الحالية أصبح مطلباً رئيسياً لمن ينادون بإنقاذ النادي وإلى تجديد شامل بقيادة كفاءات تضع مصلحة الرائد فوق كل الاعتبارات الأخرى. المهمة المقبلة ليست فقط إعادة الفريق إلى منافسات الصف الأول، وإنما تجاوز المشكلات التي نخرت بنيته وجعلته عرضة لهذا الانهيار.