
.

وليد النور: من شوارع القنفذة إلى كأس العالم للناشئين



وليد النور: من شوارع القنفذة إلى كأس العالم للناشئين
بدأت حكاية الشاب وليد النور في أحد أحياء غرب السعودية، تحديداً من مركز حلي بمحافظة القنفذة. طفل صغير لم يفارق كرة القدم منذ نعومة أظفاره، متشبثاً بحلم بسيط آنذاك، لكنه كان كافياً ليرسم طريقاً طويلاً قاده اليوم لتمثيل المنتخب السعودي في كأس العالم تحت 17 عاماً في قطر.
في أولى سنوات دراسته الابتدائية، كان وليد يعلن بثقة طفولية إصراره قائلاً إنه سيصبح لاعب كرة قدم كبيراً. كلمات بسيطة من طفلٍ صغير غدت أساساً لحياة مليئة بالطموح والإنجازات.
شقيقه الأكبر، علي النور، يتحدث عن بداياته قائلاً: "كان مثل بقية أطفال الحي، لكن شغفه بكرة القدم وحلمه الكبير جعلاه مختلفاً. وليد كان دائماً يحدثنا عن طموحه بأن يصبح لاعباً محترفاً حتى قبل أن ينضم إلى فريق الحي."
انعطفت مسيرة وليد بشكل كبير عندما تم استقطابه إلى أكاديمية مهد الرياضية، مما مثّل تحولاً جوهرياً في حياته. علي يصف تلك اللحظة قائلاً: "كانت فرحتنا لا تُوصف عندما علمنا بخبر انضمامه للأكاديمية. التجارب أقيمت في القنفذة وتم اختياره لينتقل بعدها إلى الرياض حيث عاش معي. الأكاديمية قدمت له كل الدعم والرعاية، ونحن كعائلة وقفنا إلى جانبه بكل قوتنا."
عبد الله حماد، المدير التنفيذي لأكاديمية مهد، يرى في قصة وليد مثالاً حياً على اكتشاف المواهب في المملكة. يقول حماد: "وليد كان موهبة خام تحتاج إلى الصقل في بيئة احترافية. قمنا بتوفير كل ما يحتاج إليه، من التدريب اليومي إلى معسكرات خارجية وتعليم مدرسي ملائم، مما ساعد في إظهار إمكانياته كاملة وبسرعة لافتة."
موهبة وليد لم تتوقف عند حدود الأكاديمية، إذ تم استدعاؤه للمنتخب السعودي للناشئين ليشارك في كأس الخليج. هناك ترك بصمة سريعة بتسجيله هاتريك في مباراته الأولى أمام البحرين، وتتويجه بلقب هداف البطولة إلى جانب مساهمته في تحقيق الأخضر للقب.
عبد الله حماد وصف وليد بأنه أول خريج كامل المسار من أكاديمية مهد، حيث انتقل من اكتشاف الموهبة وصولاً إلى المنتخب الوطني. وأضاف: "اليوم وليد يستعد للمشاركة في كأس العالم للناشئين، وهو ما يُعتبر قمة النجاح في كرة القدم بالنسبة لنا."
لم تكن إشادة حماد وحدها بتألق وليد؛ إذ أثنى عليه أيضاً ياسر المسحل، رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم. المسحل أوضح في حديث تلفزيوني أن أكاديمية مهد قدمت نموذجاً للاعب محترف بوعد كبير للمستقبل، مؤكداً أن وليد يمثل حقبة جديدة لجيل صاعد في الكرة السعودية يسعى لتحقيق رؤية 2030 والوصول إلى العالمية.
ولم تقتصر رحلة وليد على المنتخب فقط؛ فقد خاض تجربة احترافية قصيرة مع نادي تفينتي الهولندي. هذه التجربة وصفها بأنها محطة تعليمية مهمة فهم من خلالها كرة القدم بنظرة أكثر احترافية، مما زاد ثقته بنفسه ودفعه ليطمح لصنع إنجازات أكبر مع المنتخب السعودي خلال كأس العالم القادم عام 2034.
شقيقه علي كشف أن الهدف القريب لوليد هو الاحتراف الخارجي وتمثيل المنتخب في كأس العالم 2030 إذا تأهل المنتخب السعودي، بالإضافة إلى المشاركة في نسخة 2034 التي ستنظمها المملكة لأول مرة.
من شوارع القنفذة المتواضعة إلى ملاعب كأس العالم المرموقة في قطر، يروي وليد النور فصول قصة ملهمة لشاب سعودي حول حلم طفولته إلى واقع ملموس. موهبة صقلتها أكاديمية مهد وتركت بصمتها على جيل جديد من اللاعبين الواعدين الذين يمثلون طموحات رؤية المملكة للمستقبل، حيث يستعد وليد لخوض المباراة الأولى مع المنتخب أمام منتخب النمسا.