
.

تحت الأضواء الساطعة واستعدادات كبيرة، سيشهد ملعب الإنماء بمدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة حدثًا استثنائيًا في 30 مايو الحالي، حيث يقام نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للموسم الرياضي 2024-2025.



المباراة المرتقبة تجتمع فيها قلوب عشاق الكرة السعودية لمتابعة مواجهة حامية الوطيس بين الاتحاد صاحب التاريخ العريق والقادسية الباحث عن كتابة أولى صفحات مجده.
تأتي هذه المباراة بتوجيه ودعم كريمين من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، مما يؤكد على اهتمام القيادة بالقطاع الرياضي كجزء من رؤية وطنية شاملة. الأمير عبد العزيز بن تركي الفيصل، وزير الرياضة ورئيس اللجنة الأولمبية والبارالمبية السعودية، أعرب بدوره عن شكره الجزيل لرعاية خادم الحرمين لهذه المناسبة التي تُعد تتويجًا لجهود مستمرة في تطوير الرياضة وتعزيز دورها في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030. كما أكد الفيصل التزام المملكة بمواصلة العمل لتحقيق مزيد من النجاحات ورفع رايتها في المحافل العالمية.
لكن ماذا عن تفاصيل الميدان نفسه؟ المشهد يبدو استثنائيًا بكل المقاييس. الاتحاد، الفريق الذي طالما عرف طريقه إلى الذهب، يدخل الملعب بخبرة النهائيات وشغف الجماهير. في المقابل، القادسية يكتب فصلًا جديدًا تمامًا بتأهله للمرة الأولى إلى نهائي هذه البطولة، محققًا الحلم الذي طال انتظاره وسط طموحات لرؤية اسم النادي بجانب كبار المنجزين.
الاتحاد والقادسية لم يسبق لهما الالتقاء في نهائي كأس الملك، مما يجعل من هذه المواجهة لحظة نادرة وفرصة لصناعة حدث لا تتكرر. على الورق، يبدو الاتحاد أكثر استعدادًا بخبراته الممتدة وقدرته على التعامل مع ضغط النهائيات. ولكن القادسية شهد تغيرات كبيرة منذ أن أصبحت شركة أرامكو شريكًا استراتيجيًا للنادي، ما ساهم في تحسين هيكليته الفنية ووضعه ضمن مصاف المنافسين الجادين.
وفي النظر إلى مواجهات هذا الموسم، فإن الاتحاد نجح بالتغلب على القادسية في مباراة الذهاب بالدوري السعودي للمحترفين بنتيجة 3-1. أما مواجهة الإياب فقد كانت أقرب ما تكون إلى حلم للقادسية، لكنها انتهت بالتعادل بعد أن سجل الاتحاد هدفًا قاتلًا في اللحظات الأخيرة.



وتزداد الإثارة إذا أخذنا بعين الاعتبار تاريخ القادسية المتذبذب في البطولات الكبرى. صحيح أن النادي سبق وأن حقق لقب كأس الاتحاد السعودي لكرة القدم وكأس ولي العهد، وصعد إلى نهائي الأندية العربية وكأس الكؤوس الآسيوية حيث بصم على واحدة من أهم إنجازاته التاريخية. لكن الفوز بكأس الملك، هذا اللقب الأغلى، سيحول الحلم الطموح إلى حقيقة مشرفة للنادي ولمسيرته المتجددة.
تشكل هذه البطولة فرصة ذهبية للاتحاد لتعزيز رصيده وإضافة اللقب العاشر في تاريخه، بينما يسعى القادسية لكسر عقدة النهائيات الكبرى ورفع الكأس لأول مرة. فهل يكون هذا النهائي بداية عصر جديد للقادسية أم سيظل ملعب جدة شاهدًا على استمرار هيمنة الاتحاد؟
جميع الأنظار تتجه نحو ذلك اليوم، حيث التاريخ يفتح صفحاته لاستقبال قصة جديدة قد تعيد تعريف المشهد الكروي السعودي أو تزيد من ألق عميد الأندية السعودية.