تغييرات عاصفة في منتخب العراق على أعتاب مواجهتي كوريا الجنوبية والأردن

في خطوة مفاجئة تعكس رغبة حقيقية في التغيير، أعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم حل الجهازين الفني والإداري للمنتخب الوطني الأول وتطبيق هيكلية جديدة بالكامل قبل المباريات الحاسمة ضمن تصفيات كأس العالم 2026.

جاء هذا القرار وسط موجة من الضغوط الجماهيرية والنقد الإعلامي بسبب الأداء المتذبذب والنتائج غير المرضية للمنتخب مؤخرًا. واستجابة لهذا الواقع، أسند الاتحاد مهمة تدريب المنتخب إلى المدير الفني الأسترالي غراهام أرنولد، الذي بدأ عمله بحضور عدة مباريات في الدوري العراقي الممتاز، ليكوّن صورة مبدئية عن اللاعبين المحليين وليستند إليها في إعداد القائمة التي سيستعين بها في مواجهتي كوريا الجنوبية والأردن.

بحسب تقارير إعلامية محلية، تضم القائمة الأولية للمنتخب 35 لاعبًا تم اختيارهم من مختلف خطوط اللعب استعدادًا للإعلان عن القائمة النهائية المرتقبة في 20 من الشهر الجاري. ومن المقرر أن يبدأ المنتخب معسكرًا تدريبيًا مغلقًا في مدينة البصرة استعدادًا لهذه المواجهات المفصلية.

على صعيد التشكيل، سجلت القائمة حضور أسماء مألوفة وأخرى جديدة. شملت أسماءً مثل جلال حسن وأحمد باسل في حراسة المرمى، ولاعبين مثل آدم طالب وفرانس بطرس في خط الدفاع، وبرز في خط الوسط كل من أمير العماري وإبراهيم بايش، بينما استدعي للهجوم مهاجمون بارزون أمثال أيمن حسين وعلي الحمادي.

المعسكر التدريبي سيحتضن التحضيرات لمباراة كوريا الجنوبية يوم 5 يونيو المقبل على ملعب البصرة الدولي، ثم يتوجه المنتخب إلى العاصمة الأردنية عمان لخوض لقاء آخر ضد الأردن يوم 10 يونيو. أما المنتخب الكوري الجنوبي، فمن المتوقع وصوله إلى العراق في 3 يونيو لبدء استعداداته على ملعب الفيحاء تحت حراسة أمنية مشددة، مع إبقاء التدريبات مغلقة باستثناء مران واحد عشية المباراة.

في خضم هذه التغيرات، أدلى رئيس الاتحاد العراقي عدنان درجال بتصريح لافت أظهر مدى التزامه بالمستقبل الرياضي للعراق: فقد أكد أنه سيتنحى عن منصبه إذا أخفق المنتخب في تحقيق التأهل إلى كأس العالم 2026. هذا التصريح الذي وصفه كثيرون بأنه يحمل طابع الجدية والمسؤولية أعقبته أحداث داخل الاتحاد نفسه، حيث شهد خلافًا بين درجال والأمين العام محمد فرحان أثناء مؤتمر صحفي انتهى بتقديم الأخير استقالته. إلا أن درجال رفض الاستقالة مؤكدًا تقديره لجهود فرحان وأن الخلاف تم تضخيمه بشكل غير مبرر.

على صعيد آخر، يواجه الاتحاد نزاعًا قانونيًا مع المدرب الإسباني السابق خيسوس كاساس، الذي لجأ إلى الاتحاد الدولي "فيفا" مطالبًا بتعويض مالي قدره 500 ألف دولار نتيجة إنهاء عقده بشكل مفاجئ ومن دون سابق إنذار. هذا الأمر فتح بابًا جديدًا للتحديات القانونية التي تواجه الاتحاد في ظل الأحداث المتلاحقة.

الأيام المقبلة تبدو مصيرية؛ إما أن تجعل نتائج المنتخب أمام كوريا الجنوبية والأردن هذه الخطوات الجريئة بداية دخول العراق عصر الإصلاح الكروي وإعادة الثقة به لدى الجماهير، أو أن تعيد كرة القدم العراقية إلى براثن التوتر والصراعات الإدارية والفنية المعتادة. الشارع الرياضي يراقب ويترقب بصبر وقلق، وعلى المنتخب أن يبذل قصارى جهده ليعيد وهج الكرة العراقية ويخرجها من عنق الزجاجة.