صدام ناري بين إنزاغي وغوارديولا يتجدد بعد موقعة أبطال أوروبا 2023

وهذه المرة على أرض مونديال الأندية. عشاق كرة القدم باتوا يترقّبون المواجهة المرتقبة في دور الـ16، حيث الهلال السعودي سيقف أمام مانشستر سيتي في تحدٍ يتجاوز حدود اللعبة. ولم يكن تأهل الهلال إلى هذه المرحلة مجرد خطوة عادية؛ بل حدث تخللته مشاعر الفرح والإنجاز، بعدما اقتنص بطاقة العبور من باتشوكا المكسيكي بفوز مثير بنتيجة 2-0 على أرض ملعب "جيوس بارك" في ناشفيل الأميركية.

في ليلة من العزف الكروي، برز اسم سالم الدوسري بقوة. اعتبرته شبكة "The Athletic" نجم المباراة دون منازع، نظراً لأدائه اللافت وأثره الكبير في حسم اللقاء لصالح الهلال. قائد الفريق البالغ من العمر 33 عاماً افتتح التسجيل بطريقة تحمل بصمة المهارة والثقة؛ تمريرة عالية من ناصر الدوسري وصلت إليه، ليرفع الكرة ببراعة فوق الحارس المكسيكي سيباستيان خورادو في الدقيقة 22. هذا الهدف كان بمنزلة مفتاح الهلال للانتقال إلى المركز الثاني مؤقتاً، مستفيداً من خسارة ريد بول سالزبورغ أمام ريال مدريد في مباراة شهدت تألقاً لافتاً لفينيسيوس جونيور وفيديريكو فالفيردي.

ومع انقضاء الوقت المحتسب بدل الضائع، كان ماركوس ليوناردو على الموعد ليضع مسماراً آخر في نعش باتشوكا، بتسجيله الهدف الثاني الذي أسدل الستار على آمال الفريق المكسيكي. هكذا أنهى الهلال دور المجموعات وصيفاً خلف ريال مدريد في المجموعة السادسة، ليضرب موعداً مع مانشستر سيتي في مواجهة يصعب توقّع نتائجها. ولا يمكن تجاهل الأبعاد المثيرة للمباراة، حيث ستعيد إلى الأذهان الصدام التكتيكي بين سيموني إنزاغي وبيب غوارديولا الذي حدث في نهائي دوري الأبطال العام الماضي. كما أنها ستكون فرصة لجواو كانسيلو، لاعب الهلال الحالي، للقاء فريقه السابق السيتي.

رغم ذلك، فإن التفاؤل الهلالي محفوف ببعض التوتر، خاصة بعد إصابة سالم الدوسري خلال الشوط الثاني من مباراة باتشوكا. مشاركته أمام السيتي باتت محل شك، وهو أمر قد يُلقي بظلاله الثقيلة على الأداء العام للفريق. الدوسري ليس مجرد لاعب بارز؛ بل يمثل عموداً أساسياً في الجانبين الفني والمعنوي داخل التشكيلة.

على الطرف الآخر، عاش الفريق المكسيكي تجربة مريرة في البطولة. خسائر متوالية بدأت أمام سالزبورغ في مباراة تعطلت لعاصفة رعدية، مروراً بهزيمة ثقيلة أمام ريال مدريد شابتها مزاعم عن إساءة عنصرية من مدافع باتشوكا غوستافو كابرال لأنطونيو روديغر، ما دفع الفيفا لفتح تحقيقٍ في الواقعة. أما أمام الهلال، فرغم محاولاتهم للتعويض والقتال على أرض الملعب، افتقد باتشوكا للحلول الفعَّالة خاصة في الثلث الهجومي، مع أداء باهت لسالومون روندون الذي لم يتمكن من التسجيل للمرة الثالثة توالياً.

وعلى المستوى الأوروبي، يبدو أن مانشستر سيتي يدخل مرحلة خروج المغلوب وهو في أفضل حالاته. تألق إيرلينغ هالاند واستمرار الإبداع من لاعبين مثل رودي وتناسق الوافدين الجدد كريان آيت نوري وتيجاني رايندرز قدم صورة عن فريق ينظر بثبات إلى لقب عالمي جديد. السيتي سحق يوفنتوس بنتيجة كبيرة (5-2) في دور المجموعات، ما يشكل إنذاراً واضحاً لكل من يواجهه؛ بما في ذلك الهلال.

لكن الهلال السعودي أثبت أنه ليس خصماً يمكن الاستهانة به. فالفريق الذي صنع التعادل المثير أمام ريال مدريد في بداية رحلته بهذه البطولة يملك خبرة وثباتاً تحت قيادة إنزاغي، المدرب الذي طالما عرف كيفية إدارة المباريات المعقدة. عزيمته قد تتزايد مع احتمال لقاء فريقه السابق إنتر ميلان في الأدوار المقبلة حال تجاوزه السيتي. ومع ذلك، يبقى عامل الإرهاق أحد المخاطر التي تهدد الفريق الأزرق؛ إذ إن العناصر الأساسية تخوض دقائق طويلة بلا راحة كافية.