ريال مدريد: الفريق الذي تخطى حدود إسبانيا ليصبح أسطورة الأميركتين!

عندما ترى قميص ريال مدريد يرتديه أحدهم على الجانب الآخر من العالم، قد تتساءل عن الرابط الذي دفع هذا المشجع إلى اختيار النادي الأكثر تتويجًا في أوروبا، وسبب شعبيته الجارفة خارج حدوده. كانت هذه اللحظة حاضرة عندما التقيت بسائق سيارة أجرة في ميامي، يرتدي قميصاً قديماً يحمل اسم زين الدين زيدان، وعلى ظهره الرقم المميز وكأنه ملصق يخص "مطلوبين". لم يكن الرجل إسبانيًا، بل من السلفادور، ومع ذلك حديثه عن ريال مدريد أظهر عشقًا لا يُخفى. السبب؟ فيلم "Goal" بعث في داخله شغفًا أبديًا تجاه النادي الملكي.

فيلم "هدف" يحكي قصة مهاجر مكسيكي يسعى لتحقيق أحلامه في كرة القدم، منتقلاً من شوارع لوس أنجليس إلى عالم الاحتراف مع نيوكاسل يونايتد، وصولاً إلى ريال مدريد في الجزء الثاني من السلسلة. وعلى الرغم من أن الأفلام لم تحقق نجاحًا ماديًا كبيرًا مقارنة بأعمال ثقافية بارزة مثل مسلسل "Ted Lasso"، إلا أنها، وبطريقة ما، زرعت بذور الانتماء لهذا النادي في قلب العديد من الجماهير خارج أوروبا، تمامًا كما حدث مع هذا السائق.

فيلم "هدف" يحكي قصة مهاجر مكسيكي يسعى لتحقيق أحلامه في كرة القدم، منتقلاً من شوارع لوس أنجليس إلى عالم الاحتراف مع نيوكاسل يونايتد، وصولاً إلى ريال مدريد في الجزء الثاني من السلسلة. وعلى الرغم من أن الأفلام لم تحقق نجاحًا ماديًا كبيرًا مقارنة بأعمال ثقافية بارزة مثل مسلسل "Ted Lasso"، إلا أنها، وبطريقة ما، زرعت بذور الانتماء لهذا النادي في قلب العديد من الجماهير خارج أوروبا، تمامًا كما حدث مع هذا السائق.

إن وصف ريال مدريد بأنه أحد أعظم الأندية في العالم أمر لا يحتاج إثباتًا، لكن التأثير العاطفي الذي يتركه في أميركا الشمالية واللاتينية يُظهر شيئًا أبعد من مجرد كرة القدم. خلال كأس العالم للأندية، لم يكن الحديث فقط عن الأداء في الملعب بل عن الجماهير التي تدفقت بأعداد غير مسبوقة لرؤية الفريق. ومن مدينة ميامي إلى شارلوت وصولاً إلى نيوجيرسي، كان حضور المشجعين لصالح مدريد دائماً الأعلى مقارنة بأي فريق آخر.

تشارلي ستيلليتانو، المسؤول عن تنظيم المباريات الودية للنادي الملكي في أميركا، يقولها بوضوح: لا يوجد أي فريق يشبه ريال مدريد. وجزء كبير من هذه الشعبية يعود إلى السكان ذوي الأصول اللاتينية الذين يشكلون 20% من سكان الولايات المتحدة ويصل عددهم إلى حوالي 65 مليون شخص. هؤلاء لا يشاهدون الكرة فقط، بل يحملون ثقافة كرة القدم معهم، حيث يأتي ريال مدريد كوجهة أولى أو ثانية دائماً حتى بين جماهير الفرق المحلية مثل ناديي أمريكا وتشيفاس في المكسيك.

ريال مدريد فهم منذ وقت مبكر أهمية الانخراط في هذا السوق الضخم، وأدرك أن النجاح لا يقتصر فقط على الملعب ولكن أيضًا على بناء رابط عاطفي. على سبيل المثال، مشروع "الجالاكتيكوس" الشهير بقيادة فلورنتينو بيريز لم يكن فقط لجلب النجوم مثل زيدان ورونالدو وفيغو وبيكهام لتحقيق البطولات، بل لجعل مدريد عنواناً عالمياً يعشقه كل مشجع جديد، مهما كانت خلفيته أو موقعه الجغرافي. تأمل فقط هذا الرقم اللافت: تقديم ديفيد بيكهام كلاعب لريال مدريد كان ثاني أكبر حدث تلفزيوني بعد جنازة الأميرة ديانا.

ما ساعد فريق "الأميركتين" أيضًا على الازدهار هو استثماره الذكي في البنية التحتية والعلاقات التجارية. أكاديميات تدريب منتشرة في مختلف الولايات المتحدة وشراكات مع علامات أميركية بارزة جعلت للنادي جذورًا قوية خارج أوروبا. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، كانت المنافسة بين كريستيانو رونالدو وميسي وقودًا إضافيًا لتعزيز شعبية النادي بجانب منافسه برشلونة.

أما الآن، مع غياب بعض الأندية الكبرى مثل برشلونة وليفربول عن منافسات كأس العالم للأندية الأخيرة، بدا ريال مدريد وكأنه يحمل البطولة على أكتافه بكل شموخ. كل مباراة تصبح فرصة مثالية لجذب المزيد من جمهور الكرة في الأميركتين وتعزيز مكانته كعلامة رياضية عالمية وأيقونية.

وفي النهاية، قد يبدو ريال مدريد كبريقٍ ينتمي للإسبان فقط، لكن الحقيقة تقول غير ذلك. خلال الـ25 عامًا الماضية، صنع أسطورته ليس فقط كزعيم أوروبا ولكن كفريق ينتصب شامخاً في قلوب جماهير الأميركتين محققاً ما هو أبعد من كرة القدم: إنه رمز عالمي يقترب أكثر فأكثر من أن يصبح "فريق أميركا".