
.

رحلة تاريخية تحت ضوء النجوم: ماجد عبدالله يُنصف كأفضل لاعب آسيوي بينما سالم الدوسري ينتظر الثنائية



رحلة تاريخية تحت ضوء النجوم: ماجد عبدالله يُنصف كأفضل لاعب آسيوي بينما سالم الدوسري ينتظر الثنائية
أُشرِعت أبواب العاصمة السعودية الرياض لاستقبال أمسية كروية آسيوية مميزة من المقرر أن تُقام الخميس القادم، حيث سيجتمع كبار نجوم الكرة الآسيوية في حدث ينبض بالتاريخ والأداء الساحر. ومع استعادتها لذكريات الماضي، تعيد القارة الآسيوية تقديم فصول من سجلات كرة القدم التي تعكس مشوار تشكيل الهوية الرياضية والتنظيمية لهذه اللعبة في المنطقة.
أحد الأحداث التاريخية التي لا تزال حاضرة في ذاكرة عشاق الكرة، تلك الفترة ما بين عامي 1984 و1986. كانت كرة القدم الآسيوية حينها تبحث عن هويتها التنظيمية وسط غياب نظام رسمي لتكريم لاعبيها البارزين. وفي هذه المرحلة، سطع دور مجلة "آسيا وأوقيانوسيا لكرة القدم" كمنبر إعلامي متصدر، يملأ هذا الفراغ بتقديم جوائز لأفضل اللاعبين. ومع تصويت صحفيين ومراسلين من مختلف أنحاء آسيا، برز على الساحة اسم النجم السعودي الأسطوري ماجد عبدالله.
ماجد عبدالله، مهاجم المنتخب السعودي ونادي النصر، كان نموذجًا فريدًا للموهبة الكروية الاستثنائية في أصعب اللحظات والمواعيد الضخمة. واستطاع من خلال أدائه المذهل التربع ثلاث سنوات متتالية بين عامي 1984 و1986 على عرش الكرة الآسيوية، ليكون أول لاعب سعودي وعربي يُترك بصمة كهذه في السجل القاري. هذه الثلاثية التاريخية جعلت منه أيقونة عربية في زمن كانت فيه الإنجازات القارية شحيحة.
في ذلك الوقت، اكتسبت جوائز المجلة مصداقيتها بفضل تقارير تحليلية معتمدة من الاتحادات المحلية، لتصبح مؤشراً مهمًا لتقييم اللاعبين والمدربين على مستوى القارة. ومع نهايات الثمانينيات، توقف منح الجائزة بعد انتقال إشرافها إلى الاتحاد الدولي لتاريخ وإحصاءات كرة القدم، ليستلم الاتحاد الآسيوي الراية عام 1994 ويجعل هذه الجوائز أكثر تنظيمًا وأصالة.
وعلى الرغم من كون الجوائز الأولى ذات طابع إعلامي أكثر منه مؤسساتي، فإنها مع مرور الزمن اكتسبت شرعية معتبرة، وانعكس ذلك بوضوح عندما هنّأ الاتحاد الآسيوي رسمياً ماجد عبد الله عام 2018 بمناسبة عيد ميلاده، رافعاً شعار الاعتراف بأنجازاته الاستثنائية. هذه اللحظة كانت بمثابة الرد الصريح لمن شككوا بمصداقية الجائزة الخاصة بالمجلة، ودليل على القيمة التي حملتها تلك الثلاثية التاريخية.
ثم بدأت حقبة جديدة لفريق المملكة بعدما تسلم نجوم آخرون الراية من أسطورة الكرة السعودية. أسماء مثل سعيد العويران الذي لمع في نسخة 1994 عقب أدائه العظيم في كأس العالم بأميركا، ونواف التمياط الذي حققها في عام 2000 بأدائه الاستثنائي، تبعتها نجاحات من حمد المنتشري وياسر القحطاني وغيرهم. وقد أضيف إلى هذه القائمة مؤخرًا النجم سالم الدوسري صاحب أداء حاسم وثابت في 2022.
مع اقتراب موعد الاحتفال، تتجه الأنظار نحو مركز الملك فهد الثقافي حيث ستُقام فعاليات توزيع جوائز الاتحاد الآسيوي لكرة القدم لعام 2025. هذا الحفل سيكون بمثابة لوحة فنية للكرة الآسيوية المتنامية تنافسيًا ونضجًا عبر السنوات. ويتصدر هذا الحدث المنتظر السباق على جائزة أفضل لاعب في آسيا، حيث يعد سالم الدوسري أحد أكبر المرشحين للفوز بها، ينافسه القطري أكرم عفيف والماليزي عارف أيمن بناءً على أداءهم القاري وتأثيرهم الكبير في المنافسات الكبرى.
إضافة إلى ذلك، سيشهد الحفل توزيع جوائز متعددة تغطي فئات متنوعة مثل أفضل لاعب صاعد وأفضل لاعبة وأفضل اتحاد وطني وغيره. كل ذلك تحت رعاية الشيخ سلمان آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، ليكرّس المشهد حضوراً يعكس ريادة القارة وتوسعها المتواصل على الساحة العالمية.
هذه الليلة المنتظرة ليست مجرد احتفال تقليدي، بل هي تكريم لمسيرة طويلة من الإبداع الكروي في آسيا، حيث يمتزج التاريخ بالحاضر لصناعة مستقبل واعد مليء بالتنافس والإلهام لعشاق المستديرة حول العالم.