قصة لامين يامال ورقم 10 في برشلونة تبدو كأنها جزء من فيلم مُلهم يمتد عبر الزمن. البداية تعود إلى عام

حين كان ليونيل ميسي، النجم الأرجنتيني الشاب في ذلك الحين، يشارك في حفل خيري لصالح منظمة "يونيسيف". في لقطة عفوية وعاطفية، كان ميسي يُحمّم طفلاً رضيعاً، دون أن يتخيل أن ذلك الطفل سيكون يوماً ما خليفته ووريث الرقم 10 الأسطوري في الفريق الكتالوني. بعد أقل من 18 عاماً، أصبح لامين يامال الشاب الذي يحمل الرقم الأيقوني، إيذاناً بفصل جديد من التاريخ الممتد لهذا الرقم في النادي.

الرقم 10 ليس مجرد قميص في برشلونة؛ بل إرث يحمل ثقل التاريخ ومسؤولية كبيرة. كان هذا الرقم محبوباً من أعظم نجوم كرة القدم مثل مارادونا، روماريو، ستويشكوف، ريفالدو، ورونالدينيو. حتى أنسو فاتي، الذي تسلم القميص بعد رحيل ميسي في صيف 2021، لم يتمكن من التكيف مع التوقعات الضخمة قبل إعارته إلى موناكو. الآن، يقع الرقم الرمزي على عاتق يامال، وهو تحدٍّ جديد للاعب الشاب.

في حفل خاص للإعلان عن تجديد عقده حتى عام 2031، أعلنت إدارة برشلونة منح يامال الرقم 10. وكأن القدر أراد أن يعيد تلك الصورة التي تجمعه بميسي عام 2007 إلى السطح. استرجع الجمهور تلك اللحظة الشهيرة عندما كان ميسي يبدو وكأنه يمرر الراية إلى الرضيع الذي لم يكن يعرفه أحد وقتها.

عندما ظهرت تلك الصورة مؤخراً، أثارت الكثير من الجدل والمشاعر المختلطة. والد يامال كان يرفض سابقاً نشرها خوفاً من المقارنات التي قد تحمل ضغطاً كبيراً على ابنه. أما يامال نفسه، فقد أكد أنه لا يرى مقارنة نفسه بميسي فكرة جيدة قائلاً: "لن تكون ميسي أبداً"، لكنه في وقت لاحق اعترف: "شعرت وكأن ميسي مرّر إليّ شيئاً من قوته، ولا يزال لدي الكثير لأقدمه".

لامين يامال يتحدث عن المقارنة مع ميسي كشرف وضغط في آنٍ واحد. يرى أن هذه المقارنة تطمئنه بأنه يسير في طريق صحيح لكنها لا تغير قناعته بأن ميسي هو الأفضل في تاريخ كرة القدم. في المقابل، يصر على بناء مسيرة فريدة تعبر عن شخصيته الخاصة كلاعب.

مسيرة يامال الاحترافية بدأت بقوة منذ ظهوره الأول مع برشلونة عام 2023. حتى الآن لعب 106 مباريات مع الفريق الأول وحقق خلالها لقب الدوري مرتين إلى جانب بطولات مثل الكأس وكأس السوبر الإسباني. كما تألق دولياً مع منتخب إسبانيا، حيث قاده للتتويج ببطولة أمم أوروبا 2024 في ألمانيا.

بكل تأكيد، قصة يامال مع برشلونة ورقم 10 هي شهادة حية على ترابط الأجيال والأساطير، لتثبت أن إرث النادي ومكانته يمتدان عبر الزمن بسحر لا يعرف الزوال.