نقاط الاحتجاج تشعل سباق التأهل الآسيوي بين الهلال والنصر... والقادسية يراهن على المفاجأة

لطالما كانت نهاية المواسم الكروية مليئة بالإثارة، لكن هذا الموسم الاستثنائي من الدوري السعودي أضاف جرعة مضاعفة من التشويق بعد قرار قبول احتجاج النصر بشأن قضية مشاركة الحارس رافع الرويلي مع العروبة. مع تحول نتيجة المباراة لصالح النصر وزيادة رصيده إلى 70 نقطة، ارتفع سقف الترّقب من جديد لجولة أخيرة مليئة بالاحتمالات.

المشهد الآسيوي أصبح محط الأنظار، حيث يقف الهلال في المركز الثاني بـ72 نقطة، ممسكاً بمصيره بين يديه. الفوز بأي نتيجة أمام القادسية سيكون كافياً لضمان بطاقة التأهل المباشر لدوري أبطال آسيا للنخبة. لكن كما هو الحال دائماً في كرة القدم، لا شيء مضمون، والهلال يدرك جيداً أن أي تعثر، سواء بالتعادل أو الخسارة، قد يضعه تحت رحمة نتائج النصر.

النصر الذي يحتل المركز الثالث بـ70 نقطة يدخل الجولة الأخيرة وهو يعلم تماماً أن كل شيء يعتمد على انتصاره وتعثّر منافسه التقليدي الهلال. الانتصار وحده لا يكفي، بل يحتاج أيضاً لتعاطف النتائج الأخرى لتمهيد الطريق نحو البطولة القارية.

أما القادسية، فهو يقاتل على جبهتين. فإما أن يحقق الفوز في مباراته الأخيرة في الدوري شرط تعادل أو خسارة النصر، أو يحصد لقب كأس الملك الجمعة المقبل ليضمن مكانه في دوري أبطال آسيا 2.

بينما حُسم مصير العروبة بهبوطه رسمياً بعد خصم ثلاث نقاط من رصيده نتيجة قبول احتجاج النصر. وحتى إن حقق الفوز في الجولة الأخيرة ووصل إلى 30 نقطة، فلن يكون ذلك كافياً لتجنب السقوط، خاصة أن الأخدود يمتلك حالياً 31 نقطة.

وسط هذه التعقيدات، يبقى السباق بين قطبي العاصمة الرياض محوراً رئيسياً للمتابعة. الهلال يخوض الجولة برغبة جامحة لإنهاء المهمة بيده دون انتظار أي هدايا من الآخرين، فيما النصر يعيش في حالة ترقب ويأمل أن تسقط ورقة الحظ لصالحه.

الجولة الختامية تحمل في طياتها دراما رياضية محضة، حيث ستتحول المدرجات إلى لوحات من الشغف والترقب. الجماهير ستراقب الوقت بنبض متسارع وتلهث خلف الأهداف التي قد تصنع الفارق بين النجاح وخيبة الأمل.

الهلال يدرك أنه على مشارف كتابة فصل جديد في مسيرته القارية من بوابة الدوري المحلي، بينما يأمل النصر بإنعاش طموحاته عبر نافذة احتمالات تلوح في الأفق. وفي ظل هذه المنافسة المحتدمة، تعتبر الخطوات الصغيرة والهفوات العابرة تفاصيل قد ترسم مسار الحسم وتجعل من الجولة الختامية ليلة لا تُنسى.

ما زاد من سخونة هذا الصراع الأخير قرار مركز التحكيم الرياضي السعودي الذي منح النصر النقاط الثلاث إثر احتجاجه الرسمي بشأن مباراة العروبة. هذا القرار أشعل المنافسة وأعاد توزيع أوراق التأهل الآسيوي وجعل المشهد أكثر تعقيداً وسخونة.

مع تصاعد الدراما الكروية حتى اللحظة الأخيرة، سيكون لكل تمريرة وتسديدة وصافرة وزنها الخاص في ليلة قد تُكتب فيها قصص خالدة بنبضات الجماهير وصراعات النجوم على أرض الملعب.