ميسي ورونالدو

يضع النجمان الكبيران المشاركة في مونديال 2026 هدفاً واضحاً لهما، مما يشير إلى حدة التنافس المستمرة بين الطرفين، فهل تشهد الملاعب السعودية كلاسيكو جديدا بطعم ميسي ورونالدو، لتتكرر و

هل يعود الصراع الأشهر في تاريخ كرة القدم بين ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو إلى الواجهة، هذه المرة من بوابة الدوري السعودي؟ سؤال يشغل متابعي الكرة حول العالم مع انطلاق محادثات بين الأهلي السعودي والنجم الأرجنتيني بشأن صفقة انتقال حر محتملة بعد انتهاء عقده مع إنتر ميامي الأميركي في ديسمبر المقبل.

على مدار عقدين، كان التنافس بين ميسي ورونالدو محورًا لاهتمام عشاق المستديرة، حيث شكّلا رمزًا للصراع الرياضي في كرة القدم الأوروبية. انتقل رونالدو إلى الدوري السعودي فيما توجه ميسي نحو الدوري الأميركي، ما بدا أنه نهاية للحقبة المميزة بينهما. لكن أنباء المفاوضات الحالية قد تعيد إحياء مواجهات الأسطورتين، خصوصًا في بلد يبحث عن وضع بصمته بين أكبر الدوريات العالمية.

صحيفة "ليكيب" الفرنسية أكدت دخول الأهلي السعودي بقوة في السباق لضم ميسي، مشيرة إلى أن هذا الاهتمام ليس جديدًا. فقد حاولت الأندية السعودية استقطاب النجم الأرجنتيني بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان صيف 2023، إلا أن النجاحات لم تتحقق حينها. الآن مع اقتراب نهاية عقده الجديد، تجددت المحاولات فيما تبقى التفاصيل المالية طي الكتمان، إلا أن استعدادات السعودية لاستضافة كأس العالم 2034 تجعل من إتمام الصفقة أولوية كبيرة.

الأهلي الذي أحرز لقب دوري أبطال آسيا هذا العام يواصل جهوده لاستقطاب ميسي صاحب الكرة الذهبية 8 مرات، بينما يحاول إنتر ميامي الأميركي الاحتفاظ بالنجم الذي ساهم في تعزيز شعبية الدوري الأميركي منذ وصوله.

في لقاء سابق عام 2023 مع مجلة "التايم"، أوضح ميسي أسباب اختيار اللعب في ميامي بدلًا من الانضمام للدوري السعودي رغم العرض المالي الكبير، مشيرًا إلى عوامل شخصية وعائلية أثرت على قراره. لكنه أبدى تقديره للدوري السعودي الذي وصفه بأنه يمتلك القدرة على أن يصبح بين البطولات الرائدة عالميًا، مشيرًا إلى تجربته السابقة كسفير للسياحة هناك ومدى إعجابه بالتطور الحاصل.

الآمال الكبيرة تراود جماهير الكرة السعودية برؤية ميسي يزاحم رونالدو مجددًا في مواجهات مشتعلة، تُعيد للذاكرة الأيام الذهبية التي جمعت النجمين على الملاعب الإسبانية. تلك المنافسات التي جذبت الملايين بينهم وخلقت كلاسيكو أسطوري بين برشلونة وريال مدريد خلال الفترة من 2009 إلى 2018. في تلك السنوات، كان ميسي ورونالدو يسطران أرقامًا قياسية حطمت كل الحدود، حيث سجل ميسي 26 هدفًا في الكلاسيكو بينما بلغ رصيد رونالدو 18 هدفًا.

الصراع بينهما امتد أيضًا إلى دوري أبطال أوروبا حيث يتصدر رونالدو برصيد 140 هدفًا، يليه ميسي بـ129 هدفًا، وما بين الكرة الذهبية والإنجازات الفردية والجماعية، ظل التنافس وقودًا لعشاق الرياضة في كل قارة. حتى على مستوى كأس العالم، كانت مشاركاتهما المتزامنة في خمس بطولات بين 2006 و2022 إضافة جديدة لمسيرتهما المذهلة. ومع انتظار مونديال 2026، يترقب العالم ما إذا كانا سيشاركان للمرة السادسة في النهائيات.

إنجاز ميسي الأكبر جاء بلا شك خلال مونديال قطر 2022 حين قاد الأرجنتين للتتويج باللقب وحصد جائزة أفضل لاعب في البطولة، لحظة فارقة وطويلة الأمد في مسيرته التاريخية التي تطغى بفارق بسيط على نظيره البرتغالي رونالدو. إذا نجحت الأندية السعودية في ضم ميسي، لن يكون الأمر مجرد تجدد للصراع مع رونالدو بل محطة جاذبة لنجوم عالمية أخرى، ما يعزز مكانة الدوري السعودي كوجهة جديدة لأبرز لاعبي كرة القدم على المستوى العالمي.

ميسي ورونالدو، اسمين ارتبطا بالصراع الأبدي الذي عاشه عشاق كرة القدم في العقدين الأخيرين. أجيال بأكملها تحمل في ذاكرتها لقطات ساحرة من الأهداف والمراوغات واللحظات الحاسمة التي صنعها النجمان العملاقان. واليوم، يبدو أن كلاهما يضع نصب عينيه المشاركة في مونديال 2026 كهدف جديد يُضاف إلى مسيرتهما الزاخرة، مما يعكس استمرار التنافس الذي لا يعرف التوقف بينهما. في ظل هذا المشهد، تبقى التساؤلات قائمة: هل ستشهد الملاعب السعودية مواجهة ملحمية بطابع كلاسيكو جديد يجمع بين نكهتي ميسي ورونالدو، لتكتب فصولاً أخرى في القصة التي لا تنتهي؟