
.

ميلوت... نجم صاعد يبشّر الأهلاويين بموسم لا يُنسى



ميلوت... نجم صاعد يبشّر الأهلاويين بموسم لا يُنسى
دخل إنزو ميلوت النادي الأهلي بهدوء، لكنه وكما يقال، الأفعال أبلغ من الكلمات. في زمن قياسي، أثبت الفرنسي الشاب أنه ليس مجرد صفقة عابرة، بل أحد العناصر التي ستضيء طريق الفريق في رحلته نحو تحقيق أهدافه الكبرى هذا الموسم. ومع مرور ست مباريات فقط، تحول ميلوت إلى اسم يتردد بانتظام بين جماهير المدرج الأخضر، معلناً ميلاد نجم جديد لا يمكن تجاهله.
ليلة الاثنين، قدم ميلوت استعراضاً استثنائياً عندما سجل هدفين في ثلاث دقائق فقط أمام الفريق الأوزبكي ناساف في بطولة دوري أبطال آسيا للنخبة. البداية كانت بهدف تقليص الفارق في الدقيقة 65، ليتبعه بهدف التعادل عند الدقيقة 68. وقبل أن تنتهي المباراة، ساهم أداؤه في انتصار كبير بنتيجة 4-2، ما عزز موقع الأهلي على الساحة الدولية ومحلياً.
منذ أول ظهور له بقميص الأهلي، بدا واضحاً أن هذا اللاعب ليس مجرد موهبة عادية. بتحركاته الذكية وسرعة تناغمه مع الفريق، أعاد ميلوت تعريف دور لاعب خط الوسط الهجومي، ليصبح العنصر الذي يتمناه كل مدرب. وبأداء مميز في ست مباريات رسمية، سجل أربعة أهداف وصنع هدفين، أثبت الشاب الفرنسي قدرته على تغيير مجريات المباريات وترك بصمة واضحة.
ما يزيد من جاذبية ميلوت هو تأثيره الهجومي الفوري. ترجم تحركاته بين الخطوط إلى فرص ذهبية وساعد في اختراق الدفاعات الصعبة، بفضل رؤيته الثاقبة وتمريراته الحاسمة التي ساعدت في صناعة هدفين حتى الآن. هذه الأرقام برهان واضح على التزامه وموهبته، وهي سبب لاحتفاء المشجعين والمدرب الألماني ماتياس يايسله الذي كان يعلم جيداً ما يستحقه اللاعب قبل التعاقد معه.
ميلوت البالغ من العمر 23 عاماً بدأ مسيرته الكروية في صفوف الشباب بنادي موناكو الفرنسي، حيث خاض أول تجربة مع الفريق الأول عام 2020. وبعدها انتقل إلى نادي شتوتغارت الألماني في أغسطس 2021، حيث أثبت نفسه كلاعب لا غنى عنه في التشكيلة الأساسية وجذب انتباه أندية أوروبية مرموقة.
على المستوى الدولي، مثل ميلوت منتخبات فرنسا السنية تحت 16 و17 و18 عاماً، كما شارك مع المنتخب الأولمبي (تحت 23 عاماً) وأحرز هدفاً حاسماً في نهائي دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024 أمام إسبانيا، دليلاً آخر على قدرته على التألق في المناسبات الكبرى.
أما إحصائياته مع شتوتغارت في الموسم الماضي، فكانت استثنائية بكل المقاييس، إذ لعب 29 مباراة في الدوري الألماني سجل خلالها 6 أهداف وصنع 5 تمريرات حاسمة. وفي دوري أبطال أوروبا، أضاف إلى سجله هدفين وثلاث تمريرات حاسمة، مع نسبة دقة تمريرات تجاوزت 85%، مما جعله من أبرز لاعبي البوندسليغا.
تصريحات المدرب يايسله لحظة التعاقد مع ميلوت تؤكد النظرة الاستراتيجية التي وضعها الأهلي: إنه لاعب ذو مهارات فنية وتكتيكية رائعة. وأضاف يايسله أن انتقال ميلوت من الدوري الألماني إلى الأهلي خطوة مثالية ترفع من جاهزيته لخوض تحديات الدوري السعودي السريع الإيقاع.
بالنسبة لجماهير الأهلي، فإن ميلوت يمثل النموذج المثالي للاعب الذي يمكنه قلب النتائج لصالح فريقه. شخصيته الواثقة وعطاؤه الحماسي جعلاه محبوباً ليس فقط كموهبة واعدة بل كقائد ميداني يحظى بثقتهم.
بعد حصوله على جائزة أفضل لاعب في مباراة ناساف الأوزبكي، عبّر ميلوت عن حبه للتجربة الجديدة قائلاً: أنا سعيد جداً باللعب مع النادي الأهلي، أشعر بالدعم من زملائي وأستمتع بأجواء الفريق. وأوضح أن الثقة الممنوحة له تجعله يقدم أفضل ما لديه داخل الملعب.
من خلال بداية قوية وأرقام مذهلة، يبدو أن موسم 2024-2025 يحمل الكثير لميلوت ولكل من يترقب مستقبله. إذا استمر على نفس المستوى وواصل انسجامه مع زملائه في الهجوم، فقد يصبح أحد أبرز نجوم الدوري السعودي للمحترفين بلا شك، وربما رمزاً جديداً للنجاح الأهلاوي الذي لا يتوقف عن مفاجأة عش