
.

ماذا يُمكن لبطل الأرجنتين، بوكا جونيورز، أن يُقدّم للعالم في مونديال الأندية؟



عندما نتحدث عن أندية أمريكا الجنوبية التي لامست شهرتها حدوداً عالمية، يبرز اسم بوكا جونيورز بقوة. ليس مجرد نادٍ يحمل ألقابًا أو يتصدر عناوين الصحف الرياضية، بل هو رمز كروي يحمل عبقاً تاريخياً وهوية لا تشبه سواه.
ربما هو القميص الأزرق ذو الشريط الذهبي الذي يشع أناقة وخصوصية. وربما الملعب المعروف بـ "لا بومبونيرا"، المكان الذي يصحو كبركان مع كل مباراة. وربما هي الأساطير التي زيّنت تاريخه: مارادونا، ريكيلمي، وباليرمو، أسماء محفورة في ذاكرة عاشقي كرة القدم. لكن فوق كل هذا، بوكا جونيورز هو رمز رياضي تجاوز فكرة الأندية ليصبح أيقونة ثقافية، يفتن مشجعيه ويثير مشاعر الاحترام حتى لدى أولئك الذين لم يتابعوا مباراة له عن قرب.
ما الذي يجعل بوكا فريقًا فريدًا؟
ليس من الصعب اكتشاف عظمته عندما نلقي نظرة على خزائنه الممتلئة بالألقاب: 35 لقباً في الدوري الأرجنتيني، 6 ألقاب في "كوبا ليبرتادوريس"، و3 ألقاب في كأس الإنتركونتيننتال؛ بطولة كانت المقياس الحقيقي لعظمة أندية العالم قبل أن ترى بطولة كأس العالم للأندية النور.
لكن الحقيقة أن السنوات الأخيرة لم تكن مثالية. تقلبات إدارية وأزمات داخلية أثرت على الاستقرار. لحظة فارقة جاءت بخسارتهم أمام الغريم التقليدي ريفر بليت، والتي فجّرت شرارة التغيير منتصف العام الجاري. خوان رومان ريكيلمي، رمز الفريق والرئيس الحالي للنادي، أقال المدرب السابق واستدعى ميغيل أنخيل روسو لتولي المشروع مجددًا.
ربما الزمن ليس مثاليًا للاستحقاقات الدولية، لكن وفق فلسفة بوكا: التحديات موجودة ليتم كسرها.
بوكا إلى المونديال: كيف ولماذا؟
بوكا جونيورز شق طريقه إلى كأس العالم للأندية عبر تصنيفه المميز في ترتيب اتحاد "كونميبول". هذه المشاركة تمنحه فرصة للعودة مجددًا إلى الساحة الأكبر، ليواجه بعضاً من أكبر عمالقة اللعبة.
خطط الفريق بقيادة المخضرم روسو
منذ أن تولى المدرب ميغيل أنخيل روسو قيادة الفريق في يونيو الماضي، أصبح من الواضح أنه يعتمد على تكتيكات عملية: دفاع قوي، ولعب مباشر. خطط مفضلة مثل 4-3-3 و4-4-2 باتت منهجه الأساسي. لكن مع لاعبين يمتازون بالروح القتالية والصلابة البدنية – وهي سمات متجذرة في هوية النادي – يبقى الأمل كبيراً في تقديم مستويات مشرفة.
روسو ليس غريباً عن "لا بومبونيرا"، حيث سبق وأن قادهم إلى لقب "كوبا ليبرتادوريس" عام 2007، وتجربته السابقة داخل النادي تُكسبه وزنًا إضافياً لإعادة بناء غرفة ملابس مليئة بالنجوم والإمكانيات.
النجم الأوروغوياني وتلميذ المستقبل
حتى بعد تجاوزه سن الـ38، لا يزال إدينسون كافاني يمثل روح المحارب داخل ملعب كرة القدم. قد تكون الأيام الذهبية خلفه، لكنه يبقى الرهان الأكبر للفريق في البطولة. وفي المقابل، يظهر النجم الصاعد ميتون ديلغادو كلاعب وسط شاب يحمل آمال الجماهير بمستقبل واعد وطاقة كبيرة.
التاريخ والعراقة وجهًا لوجه
لطالما ارتبط اسم بوكا جونيورز بمواجهات أسطورية ضد غريمه الأبدي ريفر بليت. "السوبر كلاسيكو" بينهما ليس مجرد مباراة؛ إنه فصلٌ من كتاب مليء بالدراما الكروية والقصص التي تجعل كرة القدم أكثر من مجرد لعبة.
لكن بعيداً عن المنافسة المحلية، فإن تصميم ملعب "لا بومبونيرا" يُضفي مزيدًا من التفرّد للنادي. مع جدار مميز تم بناؤه على رغبة سكان محليين رفضوا هدم منازلهم لإضافة مدرّج رابع، يبدو الملعب وكأنه شهادة حيّة على عناد الروح الأرجنتينية وشغفها.
لماذا قد يصبح بوكا فريقك المفضل؟
ربما يعود السبب إلى امتلاكهم أربعة لاعبين سابقين في مانشستر يونايتد: كافاني، أندير هيريرا، ماركوس روخو، وسيرخيو روميرو. أو قد يكون السر في عراقة الفريق ذاته، حيث أن مشاركتهم في أي بطولة تضفي عليها طابعاً خاصاً ومميزاً. وإن لم يكن هذا وحده كافياً للإعجاب بهم... يكفي إلقاء نظرة على القميص الذي لا يزال يحافظ على أناقته وسحره المعهود.
جدول مبارياتهم في البطولة:
16 يونيو: ضد بنفيكا
20 يونيو: ضد بايرن ميونيخ
24 يونيو: ضد أوكلاند سيتي