ما زالت أصداء ملحمة الهلال السعودي ضد مانشستر سيتي الإنجليزي تتردد بقوة في الصحافة العالمية. هذا الفوز التاريخي

ما زالت أصداء ملحمة الهلال السعودي ضد مانشستر سيتي الإنجليزي تتردد بقوة في الصحافة العالمية. هذا الفوز التاريخي، الذي حمل معه مفاجأة من العيار الثقيل، أطلق موجة من ردود الفعل بين كبرى الصحف الدولية. مواجهة امتدت إلى شوطين إضافيين وانتهت بانتصار الهلال بنتيجة 4-3 في الدور ثمن النهائي لكأس العالم للأندية، وُصفت بأنها واحدة من أعظم المفاجآت في العصر الكروي الحديث.

الصحف العالمية، بكل ألوانها ولهجاتها، توحدت تحت موجة الانبهار بهذا الأداء الأسطوري. فقد أجمعت تقاريرها ليس فقط على وصف ما حدث بأنه إطاحة بـ"هيبة البريميرليغ"، بل أشارت إلى الاهتمام المتزايد بالتحولات التي يشهدها مشهد كرة القدم العالمية.

في صحيفة ذا تايمز البريطانية، وجّه الكاتب مارتن صامويل انتقادات مباشرة لمانشستر سيتي ومسؤولي كرة القدم الإنجليزية. وصف الهلال بـ"الفريق الذي استحق الانتصار الكامل"، منتقدًا نظرة الغطرسة التقليدية لدى الأندية الإنجليزية تجاه كرة القدم خارج حدود أوروبا. قال بلهجة ساخرة: "بحلول الجمعة، غادر السيتي بالفعل المشهد الكروي، محمّلاً بأضرار فادحة لنظام اعتُبر يومًا غير قابل للكسر".

في إسبانيا، كشفت صحيفة ماركا النقاب عن إعجابها اللافت بالقتالية التي أظهرها الهلال والحنكة التكتيكية التي استعرضها المدرب سيموني إنزاغي. وصفت المواجهة بـ"المجنونة" وأشادت بالتخطيط الذكي وتكتيك ضرب دفاعات السيتي في نقاط ضعفها، وخصّت الحارس ياسين بونو بالثناء بصفته الحاجز الحديدي الذي تصدى لمحاولات السيتي المحتومة.

أما صحيفة آس، فعدّت ما جرى "كارثة كروية حلّت بكتيبة غوارديولا". أكدت أن الهلال لم يعتمد على الحظ مطلقًا، بل جاء الانتصار نتيجة أداء تكتيكي محسوب وشجاعة ذهنية لا تخطئها العين. وأبرزت دور ياسين بونو ووصفته بـ"حائط برلين الأزرق"، في تأكيد جديد على القيمة الدفاعية الكبيرة التي قدّمها الفريق السعودي.

في المقابل، الصحف الألمانية لم تكن أقل حماسة. صحيفة بيلد اختارت تعبير "زلزال كروي" لتصف ما حدث، مشيرة إلى أن الهلال تجاوز كونه مجرد فريق آسيوي ليضاهي الفرق العالمية الكبيرة بأسلوب لعب متكامل. نجاحه أمام السيتي، كما وصفته، هو درس في الصلابة والانضباط الذهني والتخطيط طويل المدى.

التحليل الإيطالي لم يكن بعيدًا عن العمق. أشادت صحيفة لا غازيتا ديلو سبورت بفكر سيموني إنزاغي التكتيكي ووصفته بتلميذ المدرسة الإيطالية الذي نجح في تفكيك منظومة غوارديولا المتعالية. أكدت الصحيفة أن الهلال استخدم تكتلاً دفاعيًا ذكيًا مع مرتدات سريعة مدمّرة حسمت المواجهة لصالحه.

على الطرف الآخر من الأطلسي، سلطت الصحافة الأميركية الضوء على هذا الحدث الكبير أيضًا. صحيفة نيويورك بوست تساءلت بدهشة: كيف استطاع الهلال فرض نفسه في مباراة استثنائية كهذه؟ وخلص تحليلها إلى اعتبار المواجهة بمثابة رسالة واضحة للعالم أن الأندية الشرق أوسطية لم تعد تلعب دور المتفرج فقط في الساحة العالمية.

حتى وكالة الأنباء الشهيرة رويترز روت القصة بنبرة شاعرية. نقلت عن إنزاغي قوله إن التغلب على مانشستر سيتي أشبه بالصعود إلى قمة إيفرست دون أكسجين. حللت الوكالة تفاصيل المواجهة لتظهر كيف استطاع الهلال الجمع بين جرأة الهجوم والتنظيم الدفاعي الصلب لترويض كبار الدوري الإنجليزي الممتاز.

مشهد الانتصار لم يكن مجرد مباراة انتهت بفوز أحد الفرق، بل لحظة تحمل في طياتها إشارات إلى تغيير كبير يطرأ على خارطة كرة القدم العالمية. الهلال أثبت أنه قادر على مقارعة الكبار ليس فقط بالأموال والاستثمارات، بل بالأداء والتخطيط والتحدي الحقيقي.