
.

ما الذي يحتاجه الهلال لتأمين بطاقة التأهل إلى الدور الثاني من المونديال؟



اعتماد مهاجم صريح وتفعيل دور الأطراف هما عنصران أساسيان يجب أن يركز عليهما سيموني إنزاغي لتحقيق الهدف.
الهلال قدّم مستويات مميزة في مباراتيه بالمونديال أمام ريال مدريد وسالزبورغ النمساوي، لكن غياب الفاعلية الهجومية أفقد الفريق فرصة ترجمة جهوده إلى نتائج إيجابية. وفي المباراة الحاسمة أمام باتشوكا المكسيكي، لا بد من أن يلجأ المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي لمهاجم صريح لمنح فريقه فرصة حقيقية للتأهل إلى الدور التالي.
عدد من الخبراء في مجال كرة القدم أكدوا أن الهلال يفتقد لمهاجم قادر على استغلال الفرص وتحويلها إلى أهداف، حيث برز تكامل الفريق في جميع الخطوط باستثناء الهجوم. البرازيلي ماركوس ليوناردو لم يكن على مستوى التطلعات لتعويض غياب هداف بحجم ألكسندر ميتروفيتش، بينما بدت خيارات إنزاغي محدودة في منطقة رأس الحربة.
الدكتور عبد العزيز الخالد، المدرب السابق والمحلل الفني، أشار إلى أن الهلال ظهر بصورة مشرّفة تفوق توقعات النقاد والجماهير، خاصة بالنظر إلى الظروف السابقة عند دخوله المونديال. وأوضح أن الأداء الهائل خلال منتصف الموسم تسبب في إرهاق اللاعبين على المستويات البدنية والذهنية، وهو أمر علمي ومتوقع يحدث مع أي فريق يصل إلى قمة مستواه الفني.
أضاف الخالد أن الفريق عانى من ضغوطات كبيرة في الإعداد لكأس العالم بسبب الالتزامات بين الإدارة، الجهاز الفني، واللاعبين. ورغم ذلك، التغيير الفني الذي جرى أعاد التوازن للفريق، كما ظهر الهلال بصورة استثنائية أمام ريال مدريد، حيث اعتبر المحللون أن الهلال كان قريباً من الفوز.
وفي مواجهة باتشوكا، أشار الخالد إلى أهمية تحقيق الانتصار بغض النظر عن النتائج الأخرى للقاءات المجموعة لضمان التأهل. ولفت إلى أهمية التنظيم العالي للفريق والخطط التي تعتمد على اللعب الجماعي واستثمار المهارات الفردية، خاصة في ظل غياب ميتروفيتش وضعف البديل ليوناردو. وأوصى بالاعتماد على العناصر القادمة من الخلف مثل سافيتش وناصر ونيفيز، مع التركيز على الكرات الثابتة والهجمات من الأطراف بقيادة سالم الدوسري ومالكوم.
الخالد اختتم بالتحذير من خطورة الاستهانة بباتشوكا، مشيراً إلى أن الفريق المكسيكي سيقاتل لتحسين صورته بعد خروجه من المنافسة.
بدوره، يرى المحلل الفني عبد العزيز الضويحي أن الهلال لديه فرصة كبيرة للتأهل بشرط تعزيز الأداء الهجومي عبر الأطراف واستغلال الكرات الثابتة بفاعلية أكبر. وأكد الضويحي أن الفريق بحاجة لاستعادة جاهزيته البدنية بعد مباراتين مرهقتين أمام منافسين قويين. ورغم التنظيم الدفاعي الجيد الذي أظهره الهلال، إلا أن التحسن الهجومي مطلوب لضمان النجاح.
المهاجم السابق حسين العلي شدد على أن غياب مهاجم حاسم مثل ميتروفيتش كان عاملاً مؤثراً سلبياً في قدرة الهلال على تسجيل الأهداف، فرغم الوصول المتكرر إلى مرمى الخصوم كريال مدريد وسالزبورغ، لم يسجل الهلال إلا هدفاً وحيداً عبر ركلة جزاء. العلي يرى ضرورة تعزيز الخطوط الأمامية بمهاجم إضافي بجانب ميتروفيتش في ظل التفكير بالمواجهات المحلية والقارية القادمة، مقترحاً ضم لاعب بمواصفات فيكتور أوسيمين لإكمال التشكيلة.
وأشار العلي أيضاً إلى التطور الإيجابي في التنظيم الدفاعي للفريق، لكنه أوضح ضرورة منح خط الوسط دوراً أكثر تفاعليةً لدعم الهجوم. وبالنسبة للمباراة ضد باتشوكا، يقترح زيادة التركيز على مالكوم وسالم الدوسري كعناصر هجومية حاسمة، مع إمكانية استغلال التسديد المباشر من خارج المنطقة بالتعاون مع لاعبين مثل سافيتش ونيفيز.
كما حذر العلي من استهانة الهلال بخصمه المكسيكي المحرر من ضغوط المنافسة، مشيراً إلى احتمالية تقديم باتشوكا لمستوى مميز سعياً لترك بصمة قبل توديع البطولة. وعليه، يجب على الهلال التعامل بجدية وتركيز لتجاوز العقبة الكبرى وحجز مكان في الدور القادم.