لطالما كانت كرة القدم وسيلة لإثارة الحماس وكتابة قصص لا تُنسى

لطالما كانت كرة القدم وسيلة لإثارة الحماس وكتابة قصص لا تُنسى، وفي هذه المرّة كان بطل القصة نادي الهلال السعودي، الذي استطاع قلب موازين المنافسة في كأس العالم للأندية بخطف بطاقة التأهل إلى دور الـ16. بفوزه على باتشوكا المكسيكي، أثبت الهلال أنه ليس مجرد فريق عابر في البطولة بل قوة آسيوية قادرة على مجابهة أعتى المنافسين.

وسائل الإعلام العالمية لم توفر كلمات الإعجاب بأداء الهلال ومدربه الإيطالي سيموني إنزاغي، الذي قدّم إشارات مشجعة في مغامرته التدريبية الأولى بالكرة الآسيوية. فجريدة "لاغازيتا ديلو سبورت" الإيطالية ركزت على صلابة الهلال وقدرته على التغلب على التحديات، حيث أشارت إلى الضغط العالي الذي مارسه الفريق السعودي والذي أربك دفاع باتشوكا. رغم أن الفريق المكسيكي دخل اللقاء بقوة وكاد يسجل في دقائق البداية، رد الهلال سريعًا بهدف رائع من سالم الدوسري، بعد تمريرة مميزة من ناصر الدوسري.

ورغم الفرص الضائعة واللحظات المثيرة التي جعلت المباراة غير محسومة حتى دقائقها الأخيرة، أثبت الحارس ياسين بونو أنه سداً منيعاً بتصديه لكرات خطيرة. لم يتوقف التشويق عند هذا الحد، ففي الدقيقة 94 حسم البرازيلي ماركوس ليوناردو اللقاء بهدف ثانٍ بعد انفراده بالحارس وتسجيله بشكل لافت. هكذا، أنهى الهلال مشواره في دور المجموعات بثقة كبيرة جعلته أحد أبرز الممثلين للكرة الآسيوية.

أما صحيفة "آس" الإسبانية فقد انعكست خيبة الأمل لباتشوكا واضحة في تحليلها. الفريق المكسيكي خرج من البطولة دون تحقيق أي نقاط، وأداء وصفته الصحيفة بأنه الأسوأ في مشاركات النادي بالمونديال. ومع ذلك، كان التركيز الأكبر تسليط الضوء على الهلال الذي أحكم سيطرته منذ الدقائق الأولى ونجح في التعامل مع مختلف ضغوط المباراة.

الصحافة الإسبانية لم تغفل تفاصيل الأهداف، حيث وصفت هدف سالم الدوسري الأول بأنه تجسيد للإبداع، حين استغل ثغرة في الدفاع المكسيكي وترجمها بطريقة فنية رائعة. رغم محاولات المدرب خايمي لوزانو لإعادة فريقه إلى أجواء المباراة بالدفع بأوراق هجومية في الشوط الثاني، بقيت الأمور تحت سيطرة الهلال حتى النهاية.

صحيفة "ماركا" الإسبانية بدورها أشادت بهدوء الهلال وخبرته، التي مكنته من امتصاص ضغط باتشوكا وإدارة المباراة بذكاء. الهدف الأول جاء بلمسة جمالية تمرر بشاهد عيان بين أقدام ناصر وركلة ساحرة لسالم عبرت فوق الحارس. ولم يُخفَ دور التحركات الحاسمة في وسط الميدان لدعم هذا الأداء، خاصة من لاعبين مثل روبن نيفيز وميلينكوفيتش-سافيتش والدفاع المتين الذي رسمه كوليبالي.

أما صحيفة "ليكيب" الفرنسية فقد رفعت القبعة للهلال بوصفه السفير الوحيد للكرة الآسيوية في الأدوار الإقصائية. فالفريق السعودي أنهى دور المجموعات دون خسارة، ليضرب موعدًا ناريًا مع مانشستر سيتي الإنجليزي في أورلاندو، مواجهة تحمل طابعًا خاصًا خصوصًا عندما يكون الخصم أحد أكبر المرشحين لحصد اللقب.

الهلال ليس مجرد ممثل للكرة الآسيوية؛ بل قصة نجاح جديدة للنادي ولجماهيره. ما قدمه اللاعبون والطاقم الفني على أرضية الملعب يعكس الطموح والروح القتالية التي يحتاجها أي فريق لتحقيق المجد. الجمهور الآن أمام لحظة انتظار كبير بينما يستعد الفريق لمعركته القادمة أمام مانشستر سيتي. عيون عشاق الكرة معلقة على الفريق الأزرق وتتطلع إلى ما يمكن أن يحققه في واحدة من أهم مواجهاته على الساحة العالمية.