
.

كيف سيواجه رينارد مأزق غياب كنو أمام العراق؟



كيف سيواجه رينارد مأزق غياب كنو أمام العراق؟
بين تقدم طموح المنتخب السعودي خطوة أخرى نحو تحقيق حلم التأهل لكأس العالم 2026، وبين صدمة الطرد المفاجئة لمحمد كنو في مواجهة إندونيسيا، بات المدرب الفرنسي هيرفي رينارد أمام تحدٍ جديد يتطلب اتخاذ قرارات حاسمة قبل المواجهة المصيرية ضد المنتخب العراقي. على الرغم من الانتصار المثير بنتيجة 3-2، إلا أن الحادثة الأبرز كانت في اللحظات الأخيرة عندما تلقت آمال الجماهير صدمة بسبب طرد كنو المثيرة.
خلال خمس دقائق فقط من مشاركته في الدقائق الأخيرة، وجد محمد كنو نفسه خارج المستطيل الأخضر بعد حصوله على إنذارين متتاليين بسبب مشادة مع الحكم الكويتي أحمد العلي. الأمر أثار جدلاً واسعًا حول قرارات التحكيم وأدى إلى طرح العديد من التساؤلات حول كيفية تأثير هذا الطرد على حسابات الأخضر في المواجهة المقبلة.
رغم أن الطرد لم يكن الأول في قائمة مخالفات كنو مع المنتخب، حيث شهدت مسيرته الكروية بعض المحطات المماثلة، إلا أن التوقيت والسياق هذه المرة كانا أكثر حساسية. وبحسب الإحصائيات، فقد خاض كنو 65 مباراة دولية مع الأخضر، تخللها حصوله على ثمانية بطاقات ملونة، اثنتان منها حمراوان. لم يخالف اللاعب سلوكه المعتاد كذلك على مستوى الأندية مع الاتفاق والهلال، حيث تلقى عدة بطاقات ملونة في مرات سابقة.
لكن بعيداً عن الضغوط التي خلّفها غياب كنو، برز نجم جديد حمل آمال الجمهور عالياً في سماء جدة؛ إنه صالح أبو الشامات، اللاعب الشاب الذي خاض أول مباراة رسمية له مع المنتخب. قدم أبو الشامات أداءً وصف بالساحر، حيث أضاف حيوية وسرعة إلى تشكيلة الأخضر بفضل مهارته ونظرته الثاقبة للملعب. تصدر هذا النجم الجديد عناوين الإعلام وسرقت موهبته الأضواء من لحظات المعركة الحامية.
المباراة كانت مليئة بالمشاعر المتباينة - بين الروح القتالية التي أظهرها فراس البريكان بتسجيله هدفين مبهرين وخبرة سالم الدوسري التي منحت الفريق التوازن في اللحظات الحرجة، وبين القرارات التحكيمية التي أثارت الجدل وهددت تماسك الأعصاب في النهاية.
رينارد وجد نفسه في موقف لا يُحسد عليه بعدما أتى تغيير إشراك كنو بنتائج عكسية، حيث كان يهدف إلى تعزيز السيطرة الدفاعية وصناعة التوازن في وسط الملعب، لكن سرعان ما تحول الموقف ليضع المنتخب السعودي تحت ضغط أكبر بسبب البطاقة الحمراء وتأثيرها المحتمل على قوانين اللعب النظيف التي قد تؤثر على مشوار التصفيات.
وبالرغم من الهدوء الذي بدا عليه المدرب الفرنسي بعد المباراة، إلا أن غضبه الصامت كان واضحًا لكل من شاهد ردود أفعاله. لم يكن هناك أي تعليقات نارية أو اعتراضات علنية على الأداء التحكيمي، بل كان تركيزه منصبًا فقط على اللقاء المرتقب أمام العراق. اكتفى بالقول: "عندما تكون مدرباً، تتحدث أحياناً مع الحكم الرابع بغضب، ولكنني لا أرغب بالتعليق كثيرًا... لدينا مواجهة مهمة قادمة ونريد التركيز عليها".
ومع اقتراب موعد المباراة المقبلة ضد العراق، يبقى السؤال الأكبر: كيف سيُجري رينارد تعديلاته للتغلب على غياب أحد أهم عناصر الوسط؟ وهل سيكون للروح الشبابية التي بثها أبو الشامات وزملاؤه مساحة أكبر للإبداع أم أن التحديات الدفاعية ستلقي بظلها على طموحات الأخضر؟ بالتأكيد، سيحمل لقاء العراق الإجابة لكل هذه التساؤلات وربما أكثر.