خبر صادم زلزل عالم كرة القدم وخلف حزنًا عميقًا في أوساط الرياضة العالمية بعد وفاة مهاجم ليفربول البارز

البرتغالي دييغو جوتا، وشقيقه الأصغر أندريه، إثر حادث سير مأساوي شمال غربي إسبانيا. المأساة جاءت بعد مرور عشرة أيام فقط على زفاف جوتا، وهو الخبر الذي أثار موجة تعاطف كبيرة من قبل جماهير الكرة وزملائه في الملاعب.

الحادث وقع منتصف الليل في بلدة سيرناديا على طريق سريع بالقرب من الحدود الإسبانية البرتغالية، حيث اصطدمت السيارة التي كان يستقلها جوتا وشقيقه بنقطة ما، ما أدى إلى انحرافها واندلاع النيران فيها. رغم وصول خدمات الطوارئ بسرعة، كانت قد فاتت اللحظة لإنقاذ جوتا وأندريه. مصادر محلية أشارت إلى أن الحادث يُحتمل أنه نتج عن مشكلة فنية في إطار السيارة.

النادي الإنجليزي ليفربول أصدر بيانًا عبر حساباته الرسمية، عبّر فيه عن حزنه العميق من فقدان النجم البرتغالي:: "ليفربول مُحطَّم بسبب الفقدان المأساوي لدييغو وشقيقه أندريه." وأوضح النادي أنه يطلب احترام خصوصية العائلة، في الوقت الذي ما زالت فيه التحقيقات مستمرة لمعرفة المزيد عن الحادث.

دييغو جوتا، اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا، انتقل إلى ليفربول في 2020 قادمًا من وولفرهامبتون مقابل صفقة كبيرة بلغت قيمتها 49 مليون يورو. منذ انضمامه، ترك بصمته بقوة في الفريق الأحمر، حيث أسهم بأداء مميز وقاد الفريق نحو التتويج بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز وكأسين محليين. سجل خلال فترة لعبه مع ليفربول 65 هدفًا في 182 مباراة وساعد الفريق على التنافس على أعلى المستويات الأوروبية.

ومع ذلك، لم تكن مساهماته محدودة على الأندية فقط، بل قدم أداءً مشرفًا مع المنتخب البرتغالي، حيث شارك في 48 مباراة دولية وأحرز 14 هدفًا. وكان جوتا جزءًا من التشكيلة التي حققت لقب دوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية مع البرتغال.

في الجانب الإنساني، تزوج جوتا قبل أقل من أسبوعين من صديقته روتي كاردوسو وكان لديهما ثلاثة أطفال. منشوره الأخير على منصات التواصل الاجتماعي كان يحمل فيديو لزفافه مصحوبًا بتعليق معبر أكد فيه أن ذلك اليوم سيظل خالدًا في ذاكرته.

رحيل جوتا وأندريه لم يمر بهدوء بين زملائه ونجوم الكرة العالمية. النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وصف وفاة جوتا بالأمر غير المعقول، مشيرًا إلى أنهم كانوا يلتقون مؤخرًا مع المنتخب الوطني والفرحة بزواجهما كانت ما تزال حاضرة. رونالدو عبر عن تعازيه القلبية لعائلة جوتا وتمنى لهم الصبر والقوة.

يورغن كلوب، مدرب ليفربول السابق وصاحب الفضل في ضم جوتا إلى الفريق الإنجليزي، عبّر عن حزنه العميق بمشاعر مؤثرة: "لا يمكنني وصف شعوري بشيء كهذا. إنها مأساة تتجاوز حدود الفهم. دييغو وأندريه كانا روحًا واحدة".

الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" أعلن الوقوف دقيقة صمت تكريمًا لجوتا وشقيقه خلال مباريات كأس أوروبا للسيدات، تظهر مدى تأثير النجم البرتغالي على مستوى الكرة العالمية. فيما قال رئيس الاتحاد البرتغالي إن رحيل جوتا يعد صدمة هائلة لكرة القدم البرتغالية لما كان يمثله اللاعب من نموذج يحتذى به داخل وخارج الملاعب.

رحيل دييغو جوتا لم يكن خسارة رياضية فحسب؛ بل فقدت الكرة شخصية استثنائية كانت تجسد المثل الأعلى للمهاجم العصري بمهارات استثنائية وروح مرحة. أعضاء الفريق والجماهير وأصدقاء اللاعب ممن عرفوه أو حتى شاهدوا مهاراته لن ينسوا الابتسامة التي ظلت دائمًا مرتسمة على وجهه حتى اللحظات الأخيرة من حياته.