
.

كأس الملك السعودي.. مواجهة بين طموح القادسية وخبرة الاتحاد



تستعد مدينة جدة لاستضافة الحدث الرياضي الأبرز محلياً مساء الجمعة، حيث تنصب الأنظار على ملعب مدينة الملك عبد الله الرياضية لمتابعة نهائي كأس الملك تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين. المواجهة وحدها تعد بمثابة ملحمة كروية بين الاتحاد، بطل دوري المحترفين السعودي هذا الموسم، والقادسية الفريق الذي أحدث مفاجآت مدوية وأثبت جدارته كمنافس من العيار الثقيل.
الاتحاد يدخل النهائي بمعنويات مرتفعة بعد إضافته لقب الدوري إلى خزائنه، ويطمح لتحقيق الثنائية المحلية في موسم استثنائي. أما القادسية، فإن الحدث يمثل فرصة تاريخية لاعتلاء منصة التتويج للمرة الأولى، وهي مناسبة يأمل الفريق الاستفادة منها لتسجيل اسمه بحروف من ذهب بين كبار الرياضة السعودية.
على الصعيد الفني، تحمل المباراة ذكريات مواجهة مثيرة جمعت الطرفين في الدوري السعودي قبل أشهر، حين انتهت بالتعادل بنتيجة دراماتيكية بعدما نجح الاتحاد في اقتناص هدف التعادل في اللحظات الأخيرة.
مشوار الفريقين للوصول إلى النهائي لم يكن سهلاً. الاتحاد انطلق بفوزه على العين بثلاثية نظيفة، وواصل تقدمه بثبات متخطياً الجندل، ثم الهلال في ربع النهائي بركلات الترجيح بعد تعادل مثير. المرحلة الأصعب جاءت في نصف النهائي حين تجاوز الشباب بنتيجة 3-2 بهدف قاتل من مدافعه دانيلو بيريرا.
أما القادسية، فقد بدأ رحلته بفوز كبير على العروبة، تلاه انتصار مثير على الوحدة، مروراً بتفوقه الملفت على التعاون بثلاثية نظيفة في ربع النهائي، وأخيراً الانتصار على الرائد بهدف نظيف في نصف النهائي.
رغم جاهزية الفريقين العالية، إلا أن الاتحاد يواجه تحدياً في ظل غياب محتمل لبعض العناصر المؤثرة، يأتي على رأسها الحارس الصربي رايكوفيتش، ما يمثل قلقاً للمدرب الفرنسي لوران بلان. مع ذلك، يعقد المدرب آمالاً كبيرة على نجمه الفرنسي كريم بنزيمة الذي يُعتبر مفتاح فريقه حتى دون تسجيل الأهداف، بفضل تأثيره الواسع في الملعب. كما يلعب كانتي دوراً مهماً كحلقة وصل بين الدفاع والهجوم، فيما يبرز حسام عوار وموسى ديابي كقوتين ضاربتين على الأطراف.
في المقابل، يقود السفينة الفنية للقادسية المدرب الإسباني ميشيل غونزاليس الذي أحدث نقلة نوعية في أداء الفريق بعد صعوده لدوري المحترفين. تمكن غونزاليس من تحقيق التوازن وتكوين توليفة مميزة تمزج بين اللاعبين المحترفين المحليين والأجانب.
الميزة الإضافية لهذه المواجهة هي نظام البطولة الذي يتيح مشاركة جميع اللاعبين الأجانب العشرة لكل فريق، مما يمنح المدربين خيارات أوسع لتوظيف نجومهم بأفضل شكل.
بالنسبة للاتحاد، لا شك أن اللعب في جدة وبين جماهيره يمثل حافزاً كبيراً لتحقيق الفوز. أما القادسية، الذي يعيش أفضل مواسمه منذ سنوات، فقد تكون هذه الفرصة مفتاحاً لتغيير مسار تاريخه بأكمله، خاصة إذا نجح في إنهاء الموسم بالمركز الثالث.
المباراة تُعد أكثر من مجرد مواجهة عادية؛ هي اختبار للإرادة والطموح أمام التاريخ، حيث يتطلع كلا الفريقين لكتابة فصل جديد في سجلات البطولات السعودية.