كأس العرب: قائد منتخب لبنان يسعى لتحقيق إنجازات تاريخية

كأس العرب: قائد منتخب لبنان يسعى لتحقيق إنجازات تاريخية

محمد حيدر، قائد المنتخب اللبناني لكرة القدم، يعيش حالة من الحماس والترقب للمشاركة في النسخة المقبلة من كأس العرب التي تستضيفها العاصمة القطرية الدوحة الشهر القادم. هذه البطولة ليست مجرد تجمع كروي عادي، بل تُعد محطة بارزة لمنتخب الأرز وفرصة ثمينة لتأكيد تطور كرة القدم اللبنانية على الساحة العربية.

في حديث ودي مع اللجنة المنظمة للبطولة، أعرب حيدر عن شغفه الكبير بخوض التحدي أمام نخبة المنتخبات العربية، واصفاً هذا التحدي بأنه دفعة قوية نحو تقديم أفضل ما لديهم. أوضح بأن المنافسة تمنحهم فرصة لإبراز قدراتهم وتجسيد الروح الجماعية التي يتمتع بها الفريق، مشيراً إلى أن هدفهم الأسمى هو الوصول إلى مراحل متقدمة تُدخل البهجة لقلوب الجماهير اللبنانية وتُبرز إمكانياتهم على أعلى المستويات.

وأوضح حيدر أيضاً أن البطولة لا تقتصر فقط على الفوز والخسارة، بل تمثل منصة ذهبية لظهور المواهب العربية وتحقيق الأحلام الكروية. أكد قائلاً إن كل لاعب يحمل حلم المشاركة في بطولة تاريخية كهذه، وإن المنتخب اللبناني سيبذل قصارى جهده ليكون عند حسن ظن جماهيره، مضيفاً: "عندما نلعب، نشعر أننا نمثل وطناً بأكمله، ونشعر بدعم الشعب اللبناني الذي يقف خلفنا بكل قوة."

أما عن اللحظة التي يعتبرها الأغلى في حياته كلاعب، فكانت عزف النشيد الوطني قبل كل مباراة. تحدث عن هذه اللحظة بتأثر بالغ قائلاً إنها مليئة بالمشاعر التي تدفعه لتقديم كل ما لديه داخل الميدان. بالنسبة له، عزف النشيد ليس مجرد إجراء تقليدي بل لحظة انتماء وفخر تشحذ عزيمتهم وتذكرهم بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم.

لم ينسَ قائد المنتخب اللبناني التطرق إلى النسخة السابقة من البطولة التي أقيمت أيضاً في قطر عام 2021. وصف التجربة بأنها فريدة واستثنائية، حيث أشاد بالتنظيم الرائع والبنية التحتية المتطورة والتي تجعل من الملاعب القطرية موطناً للأحداث الرياضية الكبرى. وكمثال على تلك التجربة، أشار إلى كيف تمكن المنتخب اللبناني من تحقيق الفوز على السودان بهدف نظيف لكن الحظ لم يحالفهم للتأهل إلى الدور المقبل بفارق بسيط.

وفي هذه النسخة من كأس العرب، تنتظر المنتخب اللبناني تحديات جديدة مع وقوعه في مجموعة نارية تضم الجزائر، العراق، والفائز من مواجهة البحرين وجيبوتي. مشواره في البطولة يبدأ بمواجهة فاصلة وحاسمة ضد السودان يوم 26 نوفمبر الحالي على ملعب ثاني بن جاسم. تلك المباراة ستكون البوابة الرسمية للمجموعة النهائية ولرحلة البحث عن إنجاز تاريخي جديد لكرة القدم اللبنانية.

كأس العرب، التي تُقام خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر بمشاركة 23 منتخباً عربياً، تعد فرصة سانحة للمنافسة على لقب يُوصف بـ"مونديال العرب". جميع الأنظار ستتجه نحو الدوحة لمتابعة واحدة من أبرز البطولات الإقليمية التي تأسر قلوب الجماهير العربية وتوحّدها خلف شغف واحد. وسيكون منتخب لبنان على موعد مع اختبار حقيقي لإثبات نفسه أمام القارة بأكملها.