جيل جديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا يشعل طموحات إندونيسيا بالحلم المونديالي الممتد لـ87 عاماً

جيل جديد من اللاعبين المحترفين في أوروبا يشعل طموحات إندونيسيا بالحلم المونديالي الممتد لـ87 عاماً

مع اقتراب موعد المواجهة المرتقبة في المرحلة الرابعة من التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026، تتجه أنظار الجماهير الآسيوية نحو اللقاء الحاسم بين المنتخب السعودي ونظيره الإندونيسي. وُصفت المباراة، التي يطلق عليها البعض "نهائي مبكر"، بأهميتها الكبيرة وتأثيرها المباشر على تحديد هوية المتأهل عن المجموعة الثانية التي تضم أيضًا العراق.

تستضيف مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة المباراة يوم الأربعاء، يليها لقاء آخر يجمع المنتخب الإندونيسي بنظيره العراقي على ذات الملعب في 11 أكتوبر.

باتريك كلويفرت، المدرب الهولندي الذي يتولى قيادة منتخب "غارودا"، أكد خلال المؤتمر الصحافي أن فريقه يتعامل مع المباراة كنهائي حاسم. كما أشار إلى أهمية الكرات الثابتة، حيث سجل الفريق نصف أهدافه منها خلال الفوز العريض على تايوان بنتيجة 6-0 الشهر الماضي. وأضاف كلويفرت: "لابد أن نكون جادين في كل لحظة من المباراة، سواءً في الكرات الثابتة أو خلال كل ثانية من الـ100 دقيقة التي ستُعلب."

من جانبه، أكد قائد الفريق جاي إدزيس، مدافع فريق ساسولو الإيطالي، أن التحدي أمام السعودية كبير ولكنه ليس مستحيلاً: "ندرك قوة المواجهة، لكنها ليست معركة خاسرة. خرجنا بالتعادل العام الماضي هنا في جدة، ونحن الآن أكثر انسجاماً ونعي أسلوب لعبنا بشكل أفضل. سنقاتل حتى النهاية من أجل حلم التأهل."

وبحسب الصحافة الإندونيسية، يتمتع منتخب إندونيسيا بميزة معنوية على المنتخب السعودي، استنادًا لتعادل الفريقين 1-1 في جدة وفوزه 2-0 في جاكرتا خلال نوفمبر 2024. ورغم ذلك، فإن الجميع في جاكرتا يدرك تحديات هذه المواجهة، خصوصًا بعد استعادة المنتخب السعودي بقيادة هيرفي رينارد توازنه خلال عام 2025.

وصلت بعثة منتخب إندونيسيا إلى جدة الأسبوع الماضي مكتملة تقريبًا بفضل انضمام اللاعبين المحترفين في أوروبا، ما عدا الحارس الأساسي إميل أوديرو مولادي الذي تألق مع كريمونيزي بالدوري الإيطالي هذا الموسم قبل تعرضه لإصابة أجبرته على الغياب. وأكد كلويفرت أن غياب أوديرو يمثل خسارة للفريق لكنه فرصة للحراس الآخرين لإثبات جاهزيتهم.

وفي ظل غياب مهاجم أوكسفورد يونايتد أولي روميني بسبب الإصابة، سيقود رمضان سانانتا الهجوم بمساندة إيغي مولانا فيكري، أحد أبرز هدافي المنتخب. بينما يُعوّل كلويفرت على خبرة لاعبي خط الوسط مثل توم هاي وجوي بيلوبسي لضبط الإيقاع ومواجهة هجوم الخصم.

المحلل الرياضي الإندونيسي بونغ كوس شدد على ضرورة الحذر من تطور المنتخب السعودي الدفاعي هذا العام، حيث قال: "الأخضر أصبح أكثر صلابة واستقبل فقط 8 أهداف خلال 11 مباراة مع تحقيقه خمس شباك نظيفة. لذلك، ينبغي على إندونيسيا استغلال الفرص بفعالية قصوى."

ورغم الفوارق الفنية بين المنتخبين على صعيد الخبرة والتاريخ، يدخل المنتخب الإندونيسي اللقاء بطموح كبير معتمدًا على جيل شاب من اللاعبين المحترفين في أوروبا مثل إدزيس في ساسولو، وفيردونك في ليل، وديكس في فيورنتينا، وناثان في فيليم الثاني. ووصفت تقارير إعلامية هذا الجيل بأنه الأمل الأكبر الذي ينتظره الشعب الإندونيسي لتحقيق حلم غاب منذ ظهور البلاد الأول والوحيد في كأس العالم عام 1938 تحت اسم "جزر الهند الشرقية الهولندية".

المواجهة المرتقبة بين السعودية وإندونيسيا تحمل أهمية تاريخية وتفتح الأبواب أمام فرص كبيرة لإعادة تشكيل المشهد الكروي الآسيوي. الكفة التي تميل لأيٍّ من الطرفين قد تحدد الطريق إلى المجد العالمي والحلم المونديالي المنتظر.