
.

جائزة فرنسا الكبرى شهدت لحظة تاريخية ستظل محفورة في ذاكرة رياضة الدراجات النارية



حيث قدم الدراج الفرنسي يوهان زاركو أداءً أسطوريًا ليمنح بلاده أول انتصار لها على أرضها في فئة موتو جي بي منذ عام 1954. تحت أمطار حلبة لومان الشهيرة، تفوق زاركو بشكل مذهل لينهي السباق بفارق كبير عن أقرب منافسيه، مطلقًا العنان للاحتفالات.
رغم أن هذا يعتبر فوزه الثاني فقط في الفئة الكبرى بعد فوزه الأول في جائزة أستراليا لعام 2023، فإن اللحظة كانت أكبر من مجرد انتصار شخصي. الجائزة جذبت حشوداً تاريخية قُدّرت بنحو 311,797 متفرج خلال عطلة نهاية الأسبوع، ما عكس شغف الجماهير الفرنسية بالموتو جي بي.
زاركو، الذي بدأ من المركز الحادي عشر، أدهش الجميع بأدائه الفائق تحت الأمطار، لينهي السباق بفارق يقارب 20 ثانية عن الإسباني مارك ماركيس، سائق دوكاتي لينوفو وصاحب المركز الثاني. مارك نجح أيضًا في تعزيز صدارته للترتيب العام بمركز قوي، فيما جاء مواطنه فيرمين ألديغير ثالثًا ليكمل منصة التتويج.
ما يميز هذا الفوز هو أنه كان تتويجاً للصمود والذكاء التكتيكي. زاركو استغل سقوط مواطنه فابيو كارتارارو، الذي كان يتصدر السباق قبل أن يفقد السيطرة على دراجته في الجولة الخامسة. هذا الحادث أفسح المجال أمام زاركو للاندفاع وتثبيت قدميه في الصدارة. وما زاد من إثارة المشهد هو سقوط الإسباني أليكس ماركيس قبل النهاية بفترة قصيرة، بعدما كان قريبًا من إنهاء السباق في المركز الثالث، ما سمح لمارك ماركيس بالابتعاد أكثر في ترتيب البطولة.
السباق بدأ بتأخير بسبب الأمطار، وهو ما دفع بعض الدراجين للمقامرة باستخدام إطارات مخصصة للحلبة الجافة. لكن النتيجة أثبتت صحة قرار زاركو باستخدام إطارات مخصصة للأمطار، مما ساعده على التفوق مع تقدم السباق. الأداء كان مذهلاً؛ ففي اللفة الثامنة، وسّع الفرنسي الفارق إلى 7.4 ثانية عن أقرب ملاحقيه، البرتغالي ميغيل أوليفيرا.
الصراع خلف زاركو كان شرسًا، خاصة بين الأخوين مارك وأليكس ماركيس اللذين قدما أداءً قوياً تحت الأمطار الغزيرة. لكن بينما قرر الشقيقان الحد من المخاطرات للحفاظ على النقاط المهمة، استغل زاركو هذه الفرصة ليعزز تقدمه. الفارق ارتفع بشكل مستمر حتى بلغ حوالي 20 ثانية عند عبور خط النهاية.
النتائج النهائية شهدت تواجدًا إسبانيًا كثيفًا خلف زاركو، حيث احتل بدرو كوستا ومافريك فيناليس المركزين الرابع والخامس على التوالي. أما كارتارارو، فخرج خالي الوفاض رغم بدايته القوية.
بهذا الإنجاز، كتب زاركو اسمه بحروف من ذهب في سجل الرياضة، مؤكدًا عزيمته وإصراره على تقديم الأفضل رغم الظروف الصعبة.