هل يتمكن المنتخب السعودي من تجاوز عقبة نصف نهائي كأس العرب؟

هل يتمكن المنتخب السعودي من تجاوز عقبة نصف نهائي كأس العرب؟

الأخضر يقف على بعد 180 دقيقة فقط من كتابة تاريخ جديد بقيادة هيرفي رينارد.

بالرغم من أن الأداء الذي قدّمه المنتخب السعودي أمام فلسطين لم يرقَ إلى مستوى التوقعات، إلا أنه نجح في انتزاع بطاقة التأهل لنصف نهائي كأس العرب، في مباراة حملت تناقضات فنية تعكس مسيرة المنتخب في هذه البطولة. ورغم السيطرة المطلقة والاستحواذ الكبير، كان الأداء العام متذبذباً، ما أثار العديد من التساؤلات حول مدى الجاهزية الفنية للفريق في هذه المرحلة المفصلية، حيث تفصلهم خطوتان عن انتزاع اللقب والعودة إلى منصات التتويج التي غاب عنها الأخضر لسنوات طويلة.

تحقيق اللقب لن يمحو فقط الانتقادات الفنية التي صاحبت مشوار المنتخب، بل سيمنح دفعة معنوية كبيرة للاعبين والجهاز الفني بقيادة الفرنسي هيرفي رينارد، خاصةً مع اقتراب المشاركة المرتقبة في كأس العالم.

بدأ الأخضر المباراة أمام فلسطين بسيطرة واضحة منذ الدقائق الأولى، لكن هذه السيطرة افتقرت للفاعلية الهجومية، إذ بدا الفريق غير قادر على كسر التنظيم الدفاعي الخاص بالمنافس. ولم تظهر الحلول الهجومية إلا في اللحظات الأخيرة، بعد تغييرات أجراها رينارد قلبت الموازين لصالح المنتخب السعودي. المباراة امتدت إلى الأشواط الإضافية، ما أرهق اللاعبين بدنياً قبل لقاء نصف النهائي الحاسم.

دخل مصعب الجوير بديلاً في الدقيقة 78 ليكون نقطة التحول الكبرى في المباراة. هذا التبديل انعكس إيجابياً على الأداء الهجومي وأضاف ديناميكية وجرأة ملموسة. بحسب إحصاءات اللقاء، قدّم الجوير أداءً متميزاً بصناعته فرصة محققة للتسجيل ودقة تمريرات بلغت 78% مقارنة بزميله ناصر الدوسري، الذي غابت عنه الإسهامات الهجومية المؤثرة مقارنة بالجوير.

لكن أزمة المنتخب لم تقتصر على لاعب واحد؛ إذ افتقد وسط الملعب إلى الابتكار والقدرة على كسر الخطوط الدفاعية وصناعة التفوق العددي. الثلاثي الأساسي المكون من ناصر الدوسري وعبد الله الخيبري ومحمد كنو لم يوفّر الدعم الكافي لخط الهجوم، باستثناء لحظات فردية محدودة. ومع ذلك، تميز كنو بصعوده لمنطقة الجزاء وتسجيله هدف التأهل بعد أن أحرز هدفين سابقاً أمام جزر القمر، ما يشير إلى تأثيره الواضح عندما يُمنح الحرية للتقدم هجومياً بدلاً من التمركز في بناء اللعب.

من جهة أخرى، يستمر الحديث عن تأثير سالم الدوسري على الأداء الهجومي للمنتخب. في المؤتمر الصحافي بعد المباراة، وُجّه سؤالٌ حول تأثير غيابه أمام المغرب على فعالية الهجوم السعودي. أكد رينارد أن سالم يحتاج للراحة واستعادة لياقته، ولكنه أشار أيضاً إلى وجود لاعبين آخرين قادرين على التسجيل. ومع ذلك، تكشف الأرقام عن مدى تأثير سالم في المنظومة الهجومية. فقد صنع وصوَّر بوضوح فارقاً كبيراً خلال المباريات؛ سجل هدفاً وصنع أربع تمريرات حاسمة حتى الآن، مما جعله لاعباً محورياً في كل مباراة شارك بها.

بين تغييرات الجهاز الفني والرهان على اللاعبين الأساسيين، يبدو أن المنتخب السعودي يملك المقومات لعبور التحدي القادم، لكن عليه إثبات استعداده الفني والبدني لاستكمال مشوار البطولة وتحقيق الحلم العربي.