هل يمكن لفريق سياتل ساوندرز كتابة فصل جديد في تاريخه خلال مشاركته المقبلة في كأس العالم للأندية؟

هل يمكن لفريق سياتل ساوندرز كتابة فصل جديد في تاريخه خلال مشاركته المقبلة في كأس العالم للأندية؟ هذا السؤال يلوح في الأفق مع استعداد الفريق الأميركي لخوض غمار منافسات البطولة العالمية، ومعه يحمل آمال كسر الحواجز المفروضة على أندية الدوري الأميركي لكرة القدم وتصويرها كقوة تستحق الاحترام أمام نخبة أندية العالم.

منذ انطلاقه في الدوري الأميركي للمحترفين عام 2009، حجز سياتل ساوندرز لنفسه مكانة بين أبرز فرق القارة، محققاً سلسلة متواصلة من الإنجازات تمثلت في الفوز بألقاب محلية وعروض مميزة جعلته ضيفاً دائماً على الدورة الإقصائية مع استثناء وحيد فقط. ولكن التحدي العالمي مختلف تماماً. فاللعب في بطولة تضم عمالقة من قارات أخرى يتطلب أكثر من مجرد مهارات محلية.

### القصة من البداية

تم تأسيس النادي عام 1974، إلا أن الحقبة الأكثر نجاحاً بدأت مع انضمامه للدوري الأميركي الحديث. أصبح سياتل نموذجاً للقوة والاستمرارية، حيث حصد ألقاباً في مواسم متعددة: كأس الدوري مرتين (2016 و2019)، بالإضافة إلى أربعة ألقاب في كأس الولايات المتحدة. هذه الإنجازات أكدت أن سياتل ليس مجرد نادٍ لتعبئة المنافسات المحلية، بل قوة صاعدة على الساحة الكروية.

وبحسب تقييم صادر عن شبكة "أوبتا" في أكتوبر الماضي، احتل الدوري الأميركي المرتبة التاسعة بين أقوى الدوريات العالمية، وهو دليل على تطور كرة القدم الأميركية خلال العقد الأخير. أما فريق سياتل، فاحتل المرتبة 151 عالمياً والخامسة على مستوى أميركا الشمالية، بل وتجاوز بعض الفرق الأوروبية العريقة كساوثهامبتون الإنجليزي.

### الطريق إلى كأس العالم للأندية

سياتل لم يصل إلى الساحة العالمية بمحض الصدفة. عام 2022، حقق الفريق إنجازاً تاريخياً كأول فريق أميركي ينتزع لقب دوري أبطال الكونكاكاف بصيغته الحديثة، مكسراً الهيمنة المكسيكية الطويلة. المباراة النهائية كانت ملحمية؛ تعادل الفريق ذهاباً بنتيجة 2-2 أمام بوماس المكسيكي، وحقق انتصاراً مدوياً إياباً بثلاثية دون رد على أرضه. هذا الإنجاز فتح له أبواب كأس العالم للأندية لعامين متتاليين.

في مشاركته الأولى عام 2023، اصطدم الفريق بالواقع الصعب وودّع مبكراً أمام فريق الأهلي المصري. لكن المفارقة أن الظروف لم تكن في صالحهم تماماً، إذ جاءت التحضيرات قصيرة وغير كافية. ومع ذلك، يستعد الفريق الآن لمواجهة استحقاق 2025 بشكل مختلف تماماً: في منتصف الموسم، بجاهزية بدنية وفنية أفضل، وسعي لتقديم أداء يعكس قوة تطور كرة القدم الأميركية.

### أسلوب اللعب: مزيج من الإبداع والصرامة

على مدار السنوات، اعتمد سياتل على تكتيك 4-2-3-1 ليوازن بين الاستقرار الدفاعي والهجوم الديناميكي. لكن التغيير أصبح ضرورة موسمية؛ ففي السنوات الأخيرة تطور الفريق نحو خطط مرنة أبرزها 3-4-3 التي تُركز على استغلال الأطراف وتوفير ديناميكية أكبر في التحولات الهجومية.

سياتل يتميز بأسلوب لعب يعتمد على القوة البدنية والضغط العالي. معدل استعادة الفريق للكرة في الثلث الهجومي يصل إلى 5.1 مرة في المباراة الواحدة، مع نسبة استحواذ هجومي تتجاوز 59%، مما يعكس قدرتهم على السيطرة التامة خلال المباريات.

لكن يبقى التحدي الحقيقي هو القدرة على الحفاظ على هذا الأسلوب أمام فرق معتادة على مستويات أعلى من الاحتكاكات العالمية.

### المدير الفني: قلب نابض للفريق

عندما تتحدث عن سياتل ساوندرز، فلا يمكن أن تغفل مدربهم المميز براين شميتزر. الرجل الذي ارتبط بالنادي كلاعب ومدرب، وقاده لتحقيق أبرز إنجازاته حتى الآن. شميتزر ليس مجرد مدرب تقليدي؛ فهو شخصية تُلهم اللاعبين وتساعدهم على تجاوز الحدود المتوقعة منهم.

منذ تسلّمه زمام المسؤولية عام 2016 بعد رحيل سيغي شمد، حقق شميتزر أرقاماً قياسية جعلت منه أحد أبرز مدربي الدوري. بفوزه رقم 131 العام الماضي، دخل قائمة العشرة الأوائل لأكثر المدربين فوزاً في تاريخ البطولة. ومع ذلك، ورغم رؤيته التكتيكية الحادة وإنجازاته المتكررة، لم يفز بلقب

ومع ذلك، لم يتمكن شميتزر قط من الفوز بجائزة مدرب العام في دوري "إم إل إس"، وهي مفارقة لا تتناسب مع إنجازاته وتاريخه الطويل.

من هو النجم الأبرز للفريق؟

بالرغم من أن جوردان موريس وكريستيان رولدان مثّلا المنتخب الأميركي في مونديال 2022، فإن المحرك الحقيقي للفريق هو صانع الألعاب السلوفاكي ألبرت روسناك.

روسناك يترك بصمة لا تخطئها العين في الثلث الأخير من الملعب، ليس بفضل السرعة أو الخفة، بل عبر ذكائه الحاد وتحكمه الأنيق بالكرة. انضم للدوري الأميركي عام 2017 مع ريال سولت ليك، ثم انتقل إلى سياتل ساوندرز في 2022. منذ ذلك الحين أحرز 27 هدفاً، 13 منها كانت حاسمة لتحقيق الفوز، ليحتل المركز الخامس ضمن هذا السياق على مستوى الدوري.

ومن هو النجم القادم للفريق؟

أوبيد فارغاس يُعد الجوهرة المتلألئة لإنتاج أكاديميات الفريق. غادر ألاسكا في سن الخامسة عشرة للانضمام إلى أكاديمية ساوندرز، وعندما بلغ السابعة عشرة فقط، وقّع عقده الاحترافي الأول. الآن، وقد بلغ التاسعة عشرة، شارك بأكثر من 100 مباراة مع الفريق، وكان أحد أبرز لاعبيه في النهائي التاريخي لدوري أبطال الكونكاكاف.

فارغاس أثبت مرونته التكتيكية، إذ انتقل من اللعب في مركز الدفاع إلى دور لاعب الوسط المتقدم "بوكس تو بوكس". دقة تمريراته في الثلث الأخير تصل إلى نسبة مميزة بلغت 84.2%، الأعلى بين جميع زملائه في خط الوسط.

وعلى الرغم من ولادته على الأراضي الأميركية، فضل فارغاس تمثيل المكسيك التي تنتمي إليها جذور عائلته. ظهر لأول مرة مع منتخب "إل تري" في مباراة ودية ضد الولايات المتحدة أواخر عام 2024. مستقبله المشرق والموهبة التي يتمتع بها قد تدفعه قريباً نحو الاحتراف في أوروبا.

ما هو الهتاف الأفضل للجماهير؟

من بين الهتافات الحماسية التي تُميز مدرجات الكرة حول العالم، ينفرد جمهور سياتل بهتاف مقتبس من أغنية شهيرة لبي.