هل يكون المنتخب السعودي أول ضيف ينال لقب الكأس الذهبية؟

يستعد المنتخب السعودي للمشاركة في بطولة الكأس الذهبية عام 2025 كضيف ثامن في تاريخ البطولة، بعدما قررت اللجنة المنظمة اعتماد سياسة دعوة المنتخبات بداية من نسخة 1996. تهدف هذه السياسة إلى تعزيز المستوى الفني والاقتصادي للبطولة، حيث تساهم دعوة منتخبات كبرى في توقيع شراكات تجارية جديدة وزيادة إيرادات البطولة، خاصة وأن اتحاد الكونكاكاف يضم دولاً متفاوتة القدرات الفنية والاقتصادية، بينما تعتمد الهيمنة الكروية فيه بشكل كبير على منطقة أميركا الشمالية.

حتى الآن، حققت منتخبات الولايات المتحدة، المكسيك وكندا أغلب ألقاب البطولة، بإجمالي 20 لقباً موزعة بين هذه الدول الثلاث. بينما ذهبت خمسة ألقاب فقط إلى دول أميركا الوسطى مثل كوستاريكا، هندوراس وغواتيمالا. وعلى الجانب الآخر، تملك منطقة الكاريبي لقباً وحيداً عبر منتخب هايتي في نسخة 1973، فيما لم تفز أي دولة من أميركا الجنوبية المشاركة في الكونكاكاف بأي لقب على الإطلاق.

بدأت ظاهرة دعوة المنتخبات الضيفة عام 1996 حين شارك المنتخب البرازيلي لأول مرة وحل وصيفاً للبطولة خلف المكسيك. عاد البرازيل مرة أخرى في نسخة 1998 وحقق المركز الثالث. تبعتها دعوات لاحقة لمنتخبات أخرى مثل كولومبيا وبيرو وكوريا الجنوبية خلال نسختي 2000 و2002، حيث تمكنت كولومبيا من تحقيق الوصافة عام 2000 بينما حلت كوريا الجنوبية رابعة في نسخة 2002.

شهدت البطولة في نسخة 2003 مشاركة منتخب البرازيل للمرة الثالثة بجانب كولومبيا، وتمكن البرازيل من بلوغ النهائي مرة أخرى لكنه خسر أمام المكسيك بهدف ذهبي شهير أحرزه دانييل أوسورنو في ملعب أزتيكا. هذه المباراة تُعد واحدة من أكثر النهائيات حماسةً في تاريخ البطولة، وكانت آخر ظهور للمنتخب البرازيلي فيها.

شارك منتخبا جنوب أفريقيا وكولومبيا مجدداً في نسخة 2005، لكن كلاهما ودّع البطولة من الدور الأول. بعد ذلك توقفت دعوات الضيوف لأسباب عدة، منها توسع التصفيات المؤهلة لكأس العالم وما نتج عنه من تضييق جداول المنتخبات الكبرى، إضافة إلى رفض بعض المنتخبات مثل البرازيل وكولومبيا الاستمرار في الحضور.

عاد نظام الدعوات مجدداً في نسخة 2021 بمشاركة قطر كأول ضيف منذ 16 عاماً. نجح المنتخب القطري في تلك النسخة ببلوغ نصف النهائي قبل خسارته أمام الولايات المتحدة 1-0. وفي نسخة 2023، شارك المنتخب القطري مرة أخرى لكنه خرج من ربع النهائي بخسارة ثقيلة بنتيجة 4-0 أمام بنما.

الآن، يتطلع المنتخب السعودي إلى تحقيق إنجاز فريد في مشاركته القادمة عام 2025. كبطل آسيوي تاريخي وطموح يجسد روح التحدي، يُمثل المنتخب السعودي فرصة ليصبح أول فريق مستضاف ينجح في التتويج بلقب الكأس الذهبية، وهو الإنجاز الذي استعصى على جميع الضيوف السابقين. هل يتمكن الأخضر من كتابة فصل جديد في تاريخ البطولة؟ تبقى الإجابة على أرض الملعب