
.

هل الهلال قادر على عبور دور المجموعات في كأس العالم للأندية؟



بينما تنتظر جماهير كرة القدم بشغف مواجهة الهلال السعودي أمام حامل لقب دوري أبطال أوروبا، ريال مدريد، يوم الأربعاء المقبل في الولايات المتحدة، تبدو الآراء متعددة حول قدرات الفريق السعودي في تقديم أداء مميز في بطولة كأس العالم للأندية. ورغم التحديات التي تواجه الأزرق، يتفق العديد من المحللين الرياضيين على أن الهلال يحمل إرثًا رياضيًا كبيرًا وخبرة واسعة ونجومًا يمتلكون القدرة على المنافسة في المحافل العالمية، حتى مع بعض النواقص الفنية.
الهلال يدخل النسخة الجديدة من البطولة برؤية مختلفة وإدارة فنية متجددة بقيادة المدرب الإيطالي سيموني إنزاغي، الذي تولى المهمة خلفًا للبرتغالي جورجي جيسوس. ورغم أن الفريق شهد موسمًا محليًا لم يحقق فيه تطلعات جماهيره بالكامل، إلا أنه يتمسك بآمال كبيرة في إعادة إثبات نفسه على الساحة العالمية. نُذر التغير بدت واضحة عبر التركيز على إصلاح الخلل وإعادة ترتيب الأوراق، مدعومة بتغيير جذري في فلسفة الإدارة الفنية.
قرار التعاقد مع سيموني إنزاغي ليس مجرد إعادة صياغة للمقاعد التدريبية، بل يمثل اتجاهًا جديدًا يسعى الهلال من خلاله للاستفادة من خبرات المدرب الإيطالي وتنظيماته التكتيكية. إنزاغي معروف بنهجه الصارم والمبني على التنظيم الدفاعي المتين واستغلال مهارات لاعبي الوسط والهجوم لتحقيق التنوع الخططي المطلوب. ومع جدول زمني ضيق للمشاركة في مونديال الأندية، يظل الوقت عاملاً حاسمًا للمدرب الجديد لتطبيق رؤيته، لكن التوقعات لا تزال إيجابية بفضل وجود لاعبين ذوي خبرة مثل كوليبالي والبليهي وتمبكتي لتعزيز القوة الدفاعية.
الهلال لم يعد ذلك الفريق الذي يشارك فقط للظهور المشرف. لقد أثبت العام الماضي إمكانياته بالوصول إلى النهائي وحمله لوصافة البطولة، مما رفع سقف طموحات جماهيره. اليوم يعود "الزعيم" ليخوض غمار البطولة محملاً بهذا الإرث وبأسماء ثقيلة أمثال سالم الدوسري وياسين بونو وسيرجي سافيتش وميتروفيتش وغيرهم من النجوم الذين أصبحوا ركيزة أساسية في تشكيلته.
بالطب، لا يمكن إغفال غياب العمق الهجومي الكافي الذي قد يكون نقطة ضعف أمام فرق تنافسية مثل ريال مدريد. إلا أن المحللين يرون أن الهلال، وإن افتقر إلى مهاجم إضافي مثالي مثل فيكتور أوسيمين كما كان يُرجى، فإنه يمتلك القدرة على استخدام الخيارات المتاحة بذكاء تحت قيادة إنزاغي. ميتروفيتش وحده خيار قوي لكنه يحتاج لدعم هجومي إضافي لخلق خطورة مستمرة أمام الخصوم.
على صعيد الأجانب، يبدو الهلال أكثر جاهزية بالمشاركة الفاعلة لعناصره الرئيسية. وباستثناء غياب كانسيلو المحتمل عن التشكيلة الأساسية في المباراة الافتتاحية نتيجة التعافي من الإصابة، فإن بقية اللاعبين أظهروا استعدادهم الكامل لإعادة الفريق إلى دائرة الضوء.
من جانبه، يرى حسين العلي، النجم السعودي السابق، أن الهلال لا يدخل اللقاء كفريق مستسلم أو يعاني من ضغط المرحلة الانتقالية الفنية. بل يعتمد على "هيبته" التي حصدها على مدى سنوات طويلة وانتصاراته التي رُسخت في ذاكرة جماهيره ولاعبيه. التقاليد والهوية القوية تجعلان الفريق حاضراً بـ"شخصية منافس"، لا يتأثر بالنتائج الموسمية العابرة.
على الجانب الآخر، أشار سعود الحماد، أحد رموز النادي في حقبة ماضية، إلى أن دخول الهلال هذه البطولة ليس لمجرد "الشرفية التمثيلية"، بل هو تمثيل لطموح وطن بأكمله. الدعم الجماهيري والإداري الذي يحظى به الفريق يجعله مطالبًا بالسعي الحثيث نحو تحقيق نتائج مبهرة واستخدام كل الإمكانات المتاحة لتحقيق هذا الطموح.
فيما ينوه المحلل محمد أبو عراد إلى نقطة تتعلق بالتكامل الإداري والفني داخل الأزرق وأثره الكبير على استقرار الأداء. يرى أبو عراد أن الهلال عانى الموسم الماضي بسبب اهتزاز الخطط الإدارية وغياب الاتساق بين الأهداف الفنية والإدارية، وهو ما يستوجب العمل عليه لجعل الفريق أكثر تنافسية في مثل هذه المناسبات العالمية.