
.

غياب إيميل أوديرو وصانع الألعاب مارسيلينو فردينان وضع المنتخب الإندونيسي في موقف صعب قبل



غياب إيميل أوديرو وصانع الألعاب مارسيلينو فردينان وضع المنتخب الإندونيسي في موقف صعب قبل مباراته المرتقبة أمام السعودية في الملحق الآسيوي المؤهل لكأس العالم 2026
حيث أسفر ذلك عن ارتباك واضح في خطط الفريق.
الملحق الذي يضم ستة منتخبات موزعة على مجموعتين، يشهد تنافساً محتدماً، حيث يتأهل المتصدر من كل مجموعة مباشرة إلى المونديال، بينما يخوض صاحبا المركز الثاني مباراة فاصلة لتحديد الفريق الذي سينافس في الملحق العالمي. وتبدأ مواجهات المجموعة الثانية يوم الأربعاء المقبل على ملعب "الإنماء"، حيث يلتقي المنتخب الإندونيسي نظيره السعودي قبل مواجهة العراق لاحقاً. وتُختتم مواجهات المجموعة بمباراة بين السعودية والعراق في 14 أكتوبر.
تمثل إصابة أوديرو ضربة كبيرة لإندونيسيا. الحارس الذي يلعب لنادي كريمونيزي الإيطالي على سبيل الإعارة كان قد تعرض للإصابة أثناء عمليات الإحماء قبل مباراة فريقه الأخيرة. أوديرو، البالغ من العمر 28 عاماً، قدّم أداءً مميزاً منذ اختياره تمثيل منتخب إندونيسيا قبل أشهر قليلة. ومع أنه مثل سابقاً منتخبات إيطاليا للفئات العمرية، إلا أنه اختار اللعب مع إندونيسيا في يونيو الماضي، حيث شارك في أربع مباريات دولية حقق فيها سجلاً دفاعياً جيداً.
على الجانب الآخر، فإن غياب مارسيلينو فردينان، لاعب الوسط الشاب البالغ من العمر 21 عاماً، يمثل تحدياً إضافياً لإندونيسيا، خاصة بعد دوره الكبير في قيادة منتخب بلاده لتحقيق انتصار تاريخي أمام السعودية العام الماضي. الإصابة التي تعرض لها خلال مباراة ودية أمام لبنان أثرت على خطط المدير الفني الهولندي باتريك كلويفرت، الذي بات مطالباً بإعادة ترتيب أوراقه في ظل غياب اثنين من أبرز لاعبيه.
تاريخياً، يمتلك المنتخب السعودي تفوقاً واضحاً في المواجهات المباشرة مع إندونيسيا، حيث فاز في معظمها خلال العقدين الماضيين. ورغم ذلك، شهدت التصفيات الحالية أداءً مغايراً من إندونيسيا التي نجحت في التعادل مع السعودية ذهاباً والفوز عليها إياباً، مما أثر بشكل كبير على فرص الأخضر في التأهل المباشر.
إندونيسيا تسعى جاهدة للعودة إلى بطولة كأس العالم بعد غياب دام 88 عاماً منذ مشاركتها الوحيدة عام 1938 تحت اسم "جزر الهند الشرقية الهولندية". هذا الطموح يأتي مدفوعاً باستثمارات متزايدة واهتمام كبير بتطوير كرة القدم المحلية، بما في ذلك التجنيس واستقدام الكفاءات الأوروبية لتدريب المنتخب.
أما السعودية، فتطمح للوصول إلى المونديال للمرة السابعة في تاريخها والثالثة على التوالي، مستندة إلى خبرة تمتد عقوداً طويلة في البطولات الدولية. أهم إنجازاتها كان الوصول إلى دور الـ16 في مونديال 1994 بالولايات المتحدة الأمريكية، مما وضعها كأحد أبرز المنتخبات الآسيوية.
كرة القدم الإندونيسية التي بدأت منذ الحقبة الاستعمارية الهولندية عانت من تحديات إدارية أدت إلى إيقاف نشاطها أكثر من مرة من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم. ومع ذلك، استعادت الكرة الإندونيسية توازنها تدريجياً بفضل تطوير الدوري المحلي والتفكير الاستراتيجي للمسؤولين.
في ظل هذه التحديات والإرث التاريخي، يتجه أنظار الجميع إلى مواجهة الأربعاء المرتقبة بين السعودية وإندونيسيا لرؤية كيف ستتعامل الأخيرة مع غياب أبرز نجومها وسعيها لتحقيق حلم الوصول إلى مونديال 2026. الاختبار يبدو صعباً لكنه قد يكون منعطفاً كبيراً يظهر مدى التحسن الذي وصل إليه المنتخب الإندونيسي.