غضب رينارد يجدد النقاش حول أداء المنتخب السعودي

غضب رينارد يجدد النقاش حول أداء المنتخب السعودي

من اللحظات الأولى لمواجهة المنتخب الفلسطيني، ظهر بوضوح الانزعاج البادي على مدرب الأخضر، الفرنسي هيرفي رينارد، وذلك بسبب الأداء الذي قدمه لاعب خط الوسط صالح أبو الشامات. رينارد كان أشبه بـ "قبطان غاضب" على خط التماس، حيث طالبه مراراً بالإسراع في اتخاذ القرار الثاني فور استلام الكرة، مشهداً تكرر أكثر من مرة على مدار المباراة.

الجدير بالذكر أن هذا النمط من التعبير عن المشاعر ليس بجديد على رينارد، المعروف بانفعالاته الصريحة أثناء قيادته للمنتخب. لكن في هذه المباراة، بدا وكأن تركيزه منصبٌ بالكامل على أداء أبو الشامات. وبرغم ذلك، لا ينفي أحد أن اللاعب الشاب أثبت نفسه بسرعة وسط قائمة المنتخب تحت قيادة رينارد. إذ ظهر في 9 مباريات خلال هذا العام الذي شهد أول مشاركة له مع الأخضر، ما مكنه من التقدم سريعاً ليصبح قطعة أساسية في خطط المدرب.

ومع ذلك، ترجح الخبرة ملاعب الخصوم دائماً كفة اللاعبين المخضرمين. وأكد هذا الأمر رؤية رينارد الذي سلط الضوء في المؤتمر الصحفي بعد المباراة على حاجة صالح لاكتساب مزيد من الخبرة والاستمرارية لضمان حضوره كلاعب جوهري على المدى البعيد. كما أوضح المدرب الفرنسي أن الأمور تعقدت شيئاً ما مع تجاوز الدقيقة 65 من المباراة، ولكن دخول عبد الرحمن العبود غيّر الأوضاع وساهم بروحه القتالية في تحقيق الفريق التأهل.

أزمة الهجوم ودقائق اللعب المحدودة تعود إلى السطح

تصريحات رينارد بعد المباراة حملت نقداً شجاعاً ومباشراً لطريقة إدارة الدوري السعودي وتأثيرها على المنتخب الوطني. إذ تحدث مرة أخرى عن ضعف القدرات الهجومية للأخضر مردفاً ذلك بقلة دقائق اللعب التي يحظى بها اللاعبون مع أنديتهم في الدوري المحلي. وأضاف برؤية مقلقة: غياب الاستمرارية يؤدي حتماً إلى تراجع الأداء البدني والذهني داخل المباريات المصيرية.

وأشار رينارد إلى أن معظم لاعبي المنتخب لا يشاركون بشكل منتظم ضمن تشكيلات أنديتهم، ما يجعلهم يجلسون فترات طويلة على دكة البدلاء. وعلق قائلاً: كمدرب للمنتخب، أعاني من هذا الواقع، لكنه ليس بيدي تغييره؛ هذا تحدٍ على القائمين على الدوري مواجهته بحزم.

القضية لم تكن جديدة على طاولة النقاش، ففي أكثر من مناسبة سابقة أبدى رينارد مخاوفه نفسها رغم محاولات الجهات الإعلامية والجماهير التركيز على الجوانب الفنية فقط في أدائه وأداء الفريق. ومع ذلك، يبدو أن المدرب الفرنسي متمسك بإيصال هذه الرسالة إلى كل الجهات ذات العلاقة، في قضية قد تحمل تداعيات ملموسة على مستقبل الكرة السعودية.

نظرة إلى المستقبل المليء بالتحديات

سمفونية الحماس لا تزال تعزف لرحلة المنتخب السعودي مع هيرفي رينارد، لكن أمامهم الآن 180 دقيقة فقط لصنع التاريخ وترك بصمة خاصة لهذا الجيل من اللاعبين. مرحلتان حاسمتان لا مجال فيهما للأخطاء؛ هما بوابة لخوض غمار المونديال المنتظر. فهل يستطيع هذا الفريق بتشكيلته وتحدياته تحقيق قفزة نوعية؟ سنرى قريباً!