
.

في مواجهة ملتهبة لا تُفوَّت ضمن دور الـ16 من البطولة، يلتقي العملاق البرازيلي فلامنغو مع المارد الألماني بايرن ميونيخ



في مواجهة تحمل الإثارة والتشويق على أرضية ملعب "هارد روك" بفلوريدا. المباراة تجمع بين فريقين يسعى كل منهما لتعزيز طموحاته في النسخة الموسعة من هذه البطولة العالمية.
فلامنغو، الذي استطاع أن يتصدر مجموعته على حساب عملاق الكرة الإنجليزية تشيلسي، يدخل اللقاء بثقة كبيرة. هذا التصدر لم يكن متوقعًا بأي شكل، حيث أضاف الفريق نكهة مميزة للبطولة عبر نتائجه القوية، لتتجه الأنظار الآن نحو خططه في التغلب على خصم بثقل بايرن ميونيخ. من الجانب الآخر، كان مشوار الفريق البافاري محفوفًا بالتحديات؛ إذ لم يكن أكثر المتشائمين يتصور أن ينهي دور المجموعات في المركز الثاني خلف بنفيكا البرتغالي، وهو ما وضعه في هذا التحدي المبكر مع الفريق البرازيلي.
مدرب بايرن، البلجيكي فنسان كومباني، حاول الحفاظ على لاعبيه الأساسيين في مواجهة بنفيكا الأخيرة بسبب الأجواء الحارة في أمريكا، لكنه واجه نتيجة غير متوقعة بخسارة بهدف نظيف. هذه الخسارة أضعفت موقع الفريق في الجولة السابقة لكنها لم تمنع تأهله بعد انتصاراته الكبيرة على أوكلاند سيتي وبوكا جونيورز.
أما فلامنغو، بقيادة مدربه فيليبي لويس، فقد كانت مسيرته مثالًا للثبات والقوة. بلغ الفريق دور الـ16 بسهولة بعد أن جمع سبع نقاط في دور المجموعات، وشهد أداؤه شكلًا مرضيًا لجماهيره العريضة التي حضرت بقوة أثناء مواجهته الحاسمة أمام تشيلسي، حيث أذهل الجميع بفوزه 3-1. ورغم اعتماد الفريق على استراتيجية دفاعية محكمة تحت قيادة المدرب، فإن فاعليته الهجومية أثبتت أنها قادرة على مفاجأة الكبار.
البرازيليون يدخلون المباراة بسلسلة إيجابية خالية من الهزائم امتدت لـ11 مواجهة، 8 منها انتهت بانتصارات أرضت جماهيرهم. قوة الفريق تتجلى أيضًا دفاعيًا؛ حيث لم تستقبل شباكه سوى هدفين طوال البطولة. العناصر البارزة مثل جيرسون، إريك بولغار، وآيرتون لوكاس من المتوقع أن تعود للتشكيلة الأساسية، ليزيدوا الصلابة الدفاعية ويبحثوا عن الاستفادة القصوى من مهاجمهم غونزالو بلاتا.
أجواء المباراة في "هارد روك" يبدو أنها ستكون حماسية بامتياز. الحضور الجماهيري المذهل البالغ 54 ألف مشجع خلال لقاء تشيلسي يُبشّر بتكرار نفس الزخم أمام بايرن. وبينما يُعتبر الفريق الألماني مرشحًا بارزًا للوصول إلى أبعد النقاط في البطولة بصفته حامل لقب كأس العالم مرتين سابقًا (2013 و2020)، فإن فلامنغو لن يكون خصمًا سهلاً بأي حال، خاصة مع الروح العالية التي يملكها الفريق البرازيلي.
الفائز بهذه المباراة سيضع قدمًا في مواجهة محتملة مع العملاق الفرنسي باريس سان جيرمان في دور الثمانية. لذا، لا شك أن كل تفصيل سيُحسب بعناية كبيرة من المدربين واللاعبين، لأن الهامش الخطأ في مباريات بهذا المستوى يساوي الإقصاء. لمن ستكون الغلبة؟ الأيام القادمة ستخبرنا بالمزيد عن هذه المواجهة المثيرة التي ينتظرها عشاق الكرة حول العالم بشغف كبير.