دوري أبطال أوروبا: تحليلات وتوقعات لمباريات ربع النهائي

لقاء ناري يجمع أرسنال وريال مدريد، حيث يسعى الفريقان إلى تحقيق تقدم حاسم في دوري أبطال أوروبا. أرسنال، الذي يحتل المركز الثاني في الدوري الإنجليزي الممتاز، يعيش فترة من الأداء المتذبذب، إذ لم يحقق سوى ثلاثة انتصارات من آخر ثماني مباريات. ورغم التعادل الأخير أمام إيفرتون بنتيجة 1-1، يظهر الفريق تطلعه للمنافسة في البطولة الأوروبية، بعد أن قلّص الفارق مع ليفربول متصدر الدوري الإنجليزي إلى نقطة واحدة فقط.

من ناحية أخرى، يدخل ريال مدريد المباراة بعد هزيمة مؤلمة أمام فالنسيا بنتيجة 2-1 في الدوري الإسباني، مما يضيف عنصرًا من الضغط على المدرب كارلو أنشيلوتي ولاعبيه. يواجه ريال مدريد غيابات بارزة تشمل إيدير ميليتاو وداني كارفاخال لفترة طويلة، إلى جانب غياب أوريليان تشواميني بسبب الإيقاف. وعلى الرغم من هذه التحديات، لديهم سجل قوي وتاريخ عريق في دوري الأبطال يجعلهم خصمًا لا يُستهان به.

أما بالنسبة لأرسنال، فقد تزايدت مشاكل الفريق الدفاعية مع غياب البرازيلي غابرييل ماجالهايس عن الملاعب لبقية الموسم بسبب إصابة في أوتار الركبة، بالإضافة إلى غيابات كلٌ من ريكاردو كالافيوري وتاكيهيرو تومياسو. لذلك، قد يتم الاعتماد على الثنائي الدفاعي ياكوب كيويور وويليام ساليبا لتأمين الخط الخلفي. وفي الهجوم، يستمر غياب غابرييل جيسوس وكاي هافرتز، لكن بوكايو ساكا يُعوَّل عليه بعدما عاد للتسجيل مؤخراً ضد فولهام، ومن المتوقع أن يشارك كأساسي لأول مرة منذ ديسمبر.

على الجانب الآخر، من المرجح أن يعود تيبو كورتوا لحراسة مرمى ريال مدريد بعد أن غاب عن مباراة فالنسيا، وهو إضافة ذات تأثير كبير للفريق. ورغم أن آخر مواجهة بين الفريقين كانت عام 2006 عندما حقق أرسنال الفوز 1-0 في دور الستة عشر، إلا أن الظروف تفترض ربما سيناريو مختلف هذا العام، خصوصًا مع عدد اللاعبين المبدعين والمميزين في صفوف ريال مدريد.

توقعات المباراة تشير إلى تفوق نسبي لريال مدريد بفضل خبرته الكبيرة في البطولات الأوروبية، لكنه سيحتاج للقتال أمام خصم قوي مثل أرسنال الذي يبحث عن إحياء آماله وصناعة لحظة تاريخية جديدة. المباراة بلا شك ستكون حافلة بالإثارة والتنافس على أعلى مستوى.

اقترب هاري كين من تحقيق أول لقب كبير في مسيرته الرياضية بعد أن قاد فريقه بايرن ميونخ للفوز بنتيجة 3-1 يوم الجمعة على غريمه أوغسبورغ ضمن منافسات الدوري الألماني. مع تبقّي ست جولات على نهاية الموسم، يحتل الفريق صدارة الترتيب بفارق ست نقاط، رافعًا معنوياته قبل استقبال إنتر ميلان في دوري أبطال أوروبا. يُظهر فريق فينسنت كومباني استقرارًا ملحوظًا على ملعب أليانز أرينا هذا الموسم، حيث لم ينجح في الفوز سوى بأربع مباريات من أصل 21 مواجهة في مختلف المسابقات على أرضه.

من جهة أخرى، يتذكر عشاق كرة القدم النهائي الشهير لعام 2010 عندما تفوق إنتر ميلان على بايرن بنتيجة 2-0 لينتزع اللقب. هذه المرة، يخوض بايرن المواجهة متأثرًا بغيابات عديدة بين صفوفه. فقد تعرض جمال موسيالا لإصابة بتمزق في عضلة الفخذ الخلفية خلال مباراة أوغسبورغ الأخيرة، لينضم بذلك إلى قائمة الإصابات التي تشمل دايوت أوباميكانو وألفونسو ديفيز، وأيضًا ألكسندر بافلوفيتش. بالرغم من ذلك، يتوقع أن يعود مانويل نوير لحراسة المرمى، بينما قد يبدأ توماس مولر خلف هاري كين لتعويض غياب موسيالا.

على الجانب الآخر، نجح إنتر ميلان في تمديد سلسلة مبارياته الخالية من الخسائر إلى عشر لقاءات مطلع الأسبوع. إلا أنه فرّط بفارق هدفين ليتعادل 2-2 أمام بارما الذي يصارع لتجنب الهبوط، مما تسبب في تراجعه قليلاً في سباق المنافسة على لقب الدوري الإيطالي. رغم ذلك، استطاع الفريق تحقيق أداء مبهر في دوري الأبطال هذا الموسم، حيث فاز في ثماني مباريات من أصل عشر ولم يسمح سوى بتسجيل هدفين فقط في شباكه طوال البطولة.

لكن إنتر يواجه تحديات في تشكيلته الأساسية بسبب غياب كريستيان أسلاني الموقوف، إلى جانب إصابات دينزل دومفريس ومهدي طارمي. بالرغم من هذه العوائق، تبدو الخيارات متاحة لخط الوسط مع وجود نيكولو باريلا، هاكان تشالهان أوغلو، وهنريك مخيتاريان. سيموني إنزاغي يأمل أيضًا أن يتعافى أليساندرو باستوني من إصابته ويصبح جاهزًا للمشاركة بجانب ماتيو دارميان الذي يُتوقع أن يبدأ المباراة أساسيًا.

التوقع: إنتر يسعى لفرض سيطرته والتقدم خطوة نحو اللقب الأوروبي.

باريس سان جيرمان ضد أستون فيلا

باريس سان جيرمان، بعد تتويجه بلقب الدوري يوم السبت، يسعى لمواصلة أداءه الرائع في دوري أبطال أوروبا وتحقيق حلم الوصول إلى النهائيات. فريق العاصمة الفرنسية يعيش فترة ذهبية بعد سلسلة انتصارات قوية تضمنت 25 فوزًا من أصل آخر 27 مباراة. لكن، على الرغم من هذا التألق المحلي، فإن الفريق يعاني أوروبيًا حيث تكبّد أربع هزائم في البطولة الحالية، وهو الرقم الأعلى بين الفرق الثمانية المتبقية. كما جاءت معظم هذه الهزائم على أرضه، مما يضع ضغوطًا إضافية على اللاعبين والجهاز الفني.

في مواجهة أستون فيلا المقبلة، يقف المدرب لويس إنريكي أمام تحدٍ كبير بسبب غياب قائد الدفاع ماركينيوس نتيجة الإيقاف. تشير التوقعات إلى أن البديل سيكون لوكاس بيرالدو الذي سيشارك بجانب ويليان باتشو في قلب الدفاع، مع تعزيز التكتيكات الدفاعية في ظل غياب لاعب آخر مهم، لوكاس هيرنانديز. يأمل باريس سان جيرمان في تحقيق ثلاثية هذا الموسم، حيث يستعد لمواجهة ريمس في نهائي كأس فرنسا، لكن التحدي ضد أستون فيلا يبدو صعبًا، خاصة مع الأداء المتصاعد الذي يقدمه الفريق الإنجليزي بقيادة المدرب أوناي إيمري.

بالنسبة لأستون فيلا، يدخل المباراة بمعنويات عالية بعد سلسلة من الانتصارات تضمنت الفوز الأخير بنتيجة 2-1 ضد نوتنغهام فورست. الفريق يظهر قوة كبيرة خارج ملعبه مؤخرًا، رغم خسارته أمام منافسي الدوري الفرنسي سابقًا، وهو ما يجعل لقاء باريس سان جيرمان اختبارًا حقيقيًا. بالإضافة إلى ذلك، يترقب اللاعبون والجماهير عودة ماركو أسينسيو إلى ملعبه السابق حيث قد يظهر لدعم الهجوم بجانب أولي واتكينز. رغم الغيابات المؤثرة كدونييل مالين وأندريس غارسيا، إلا أن الفريق لديه خيارات لتعويض هؤلاء اللاعبين والتعامل مع التحديات البدنية والفنية المنتظرة.

على الورق، يبدو أن باريس سان جيرمان يمتلك الأفضلية من حيث التشكيلة والخبرة الأوروبية، لكن الحذر مطلوب أمام فريق يظهر علامات قوة وصلابة متزايدة. التوقعات تشير إلى تقدم الفريق الفرنسي وخروجه منتصرًا في المواجهة.

برشلونة ضد بوروسيا دورتموند

استمر برشلونة في تقديم أداء مميز دون خسارة حتى الآن في عام 2025 رغم تعثره بالتعادل 1-1 مع ريال بيتيس في الدوري الإسباني خلال الأسبوع الماضي. المواجهة المقبلة في دوري أبطال أوروبا تُمثل فرصة لتمديد سلسلة المباريات الخالية من الهزائم إلى عشر مباريات. من أبرز نتائج الفريق هذا الموسم في البطولة كان فوزه المهم على بوروسيا دورتموند بنتيجة 3-2 في ألمانيا ضمن مرحلة المجموعات، مما يمنحه دفعة معنوية إضافية.

عودة المدافع الشاب باو كوبارسي بعد انتهاء إيقافه تعطي المدرب هانسي فليك خيارات جديدة في خط الدفاع، إذ من المتوقع أن ينسجم مع المخضرم إينيغو مارتينيز ليشكلا ثنائيًا قويًا في قلب الدفاع. وفي الجانب الهجومي، يقود البولندي روبرت ليفاندوفسكي الخط الهجومي بمساعدة النجوم الشبان أمثال جافي ولامين يامال إضافةً إلى رافينيا الذي يتصدر قائمة هدافي البطولة برصيد 11 هدفًا.

في المقابل، يدخل بوروسيا دورتموند المباراة بعد تحقيق انتصاره الثالث على التوالي في الدوري الألماني، ولكن يخسر جهود كل من باسكال غروس ومارسيل سابيتزر بسبب الإيقاف والإصابة. كما يعاني الفريق من مشاكل إضافية بإصابات تشمل لاعبين أساسيين مثل نيكلاس زوله ورامي بن سبعيني، والأهم من ذلك نيكو شلوتربيك. ستشكل هذه الغيابات تحديًا كبيرًا للمدرب نيكو كوفاتش لإعادة ترتيب أوراقه وتقديم أداء مميز أمام برشلونة.

المباراة تعد مواجهةً قوية بين فريقين يتنافسان على أعلى المستويات الأوروبية، حيث يسعى برشلونة لتأكيد حضوره القوي هذا الموسم والتقدم بثبات نحو المراحل النهائية. أما دورتموند، وعلى الرغم من الظروف الصعبة المتعددة التي يواجهها، فلا يزال بإمكانه تشكيل خطر حقيقي اعتمادًا على التكتيك والتألق الفردي لبعض لاعبيه المتاحين. المباراة تعد اختبارًا لقدرة برشلونة على التفوق في اللحظات الحرجة وضغط المواقف الصعبة.

حقق فريق بوروسيا دورتموند انتصاره الثالث على التوالي بفوزه المهم على فرايبورغ نهاية الأسبوع الماضي، لكن هذا النجاح جاء في ظل غياب اثنين من أعمدة خط الوسط، باسكال غروس ومارسيل سابيتزر، بسبب الإيقاف والإصابة. إضافة إلى ذلك، يواجه الفريق أزمة في الدفاع مع غياب نيكلاس زوله ورامي بن سبعيني، بينما تستمر معاناة اللاعب الرئيسي نيكو شلوتربيك منذ شهر فبراير، مما يتطلب تغييرات كبيرة في خطة المدرب نيكو كوفاتش.

من المحتمل أن يشهد اللقاء المقبل تغييرات تكتيكية جوهرية، حيث قد يدفع كوفاتش باللاعب الشاب كارني تشوكويمكا بجوار فيليكس نميتشا لتعزيز خط الوسط. وفي الدفاع، يمكن أن يتعاون فالديمار أنطون مع إيمري تشان إذا قرر كوفاتش العودة إلى أسلوب لعب 4-2-3-1 بدلًا من الاعتماد على ثلاثة مدافعين كما فعل في مباراة فرايبورغ. على الجهة اليسرى، قد يبدأ دانيال سفينسون في مركز الظهير الأيسر، مع خيار تبديل جوليان رايرسون بين جانبي الملعب، بينما يظهر يان كوتو في مركز الظهير الأيمن لتعزيز الخط الخلفي.

ورغم المحاولات للتكيف مع الإصابات، يقف الفريق أمام تحديات عديدة. يحتل دورتموند المركز الثامن في جدول الدوري الألماني، وسط تذبذب واضح في المستوى والأداء. هذه الظروف تجعل المهمة أكثر صعوبة أمام الفريق لتقديم أداء قوي يليق بتاريخه وطموحاته، لا سيما في مواجهة فرق قوية مثل برشلونة، الذي من المتوقع أن يكون منافسًا عنيدًا قد يتمكن من الحفاظ على تقدمه في المنافسات القادمة.

دوري أبطال أوروبا: تحليلات وتوقعات لمباريات ربع النهائي