
.

بيراميدز المصري على أعتاب المجد الأفريقي. خطوة واحدة فاصلة تفصل الفريق عن صناعة تاريخ جديد في كرة القدم القارية



مساء اليوم الأحد، يستضيف بيراميدز منافسه الجنوب أفريقي ماميلودي صنداونز على أرض «الدفاع الجوي» بالقاهرة في إياب نهائي دوري أبطال أفريقيا، واضعاً نصب عينيه اللقب الأول في تاريخه.
تمتلك كتيبة بيراميدز ميزة واضحة بعد النتيجة الإيجابية التي حققها خارج ملعبها بالتعادل 1-1. هذا يعني أن فوزاً بأي نتيجة أو حتى تعادلاً سلبياً يكفي لوضع الفريق المصري في نادي الأبطال الأفارقة. وإذا تحقق الفوز، سيكون بيراميدز رابع فريق مصري يحقق اللقب بعد الأهلي، الزمالك، والإسماعيلي الذي كان أول فريق عربي يحصد البطولة عام 1969.
من جانبه، يسعى صنداونز ليعيد ذكريات لقب 2016 ويحطم السيطرة العربية شمال الأفريقية على البطولة خلال السنوات الأخيرة. فبرغم هيمنته المحلية وتتويجه مؤخراً بلقبه المحلي للمرة الثامنة توالياً، يظل الحلم الأكبر هو المجد القاري. وسيحتاج الفريق الجنوب أفريقي للفوز بأي نتيجة إلا إذا كرر التعادل 1-1 ليحتكم الفريقان إلى ضربات الترجيح، أو لعبور عقبة بيراميدز بتحقيق تعادل بنتيجة مشبعة بالأهداف.
منذ 2017، فرضت أندية الشمال الأفريقي سيطرتها الصارمة على البطولة، بفضل إنجازات الأهلي اللامعة في أربع مناسبات، والترجي التونسي والوداد المغربي اللذين تقاسما الإنجازات بدورهما، ليبقى صنداونز في ظل هذه الهيمنة مترقباً اللحظة التي يعيد فيها مجد الكرة الجنوب أفريقية على الساحة القارية.
بالنسبة لبيراميدز، القادم الجديد نسبياً إلى المنافسات الكبرى، فإن الوصول إلى النهائي بحد ذاته إنجاز يمثل قفزة كبيرة للنادي الذي تأسس عام 2008 تحت اسم «الأسيوطي سبورت». ومع التحولات الكبيرة في إدارة النادي خلال السنوات الأخيرة، من لحظة استحواذ تركي آل الشيخ السعودي وانتقاله لاحقاً إلى رجل الأعمال الإماراتي سالم الشامسي، فإن الفريق يرى في هذا النهائي فرصة تاريخية لإثبات أنه قادر على منافسة العمالقة.
بيراميدز، المعروف بمحدودية جماهيريته مقارنة بأندية مثل الأهلي والزمالك، لن يكون وحيداً يوم المباراة. تتحرك إدارة الفريق بكل السبل لضمان دعم جماهيري قوي من خلال التعاون مع الجامعات والمدارس، مع التأكيد على أهمية الحضور وخلق أجواء تعزز من معنويات اللاعبين. المدرب الكرواتي كرونوسلاف يورتشيتش لم يُخف حماسته وتوتره أمام هذا التحدي الكبير، قائلاً بأن الفريق يمثل مصر ويستحق كل أشكال الدعم الجماهيري.
بطبيعة الحال، لا يمكن تجاهل البصمة المغربية الحاضرة بقوة في تشكيل بيراميدز بفضل المخضرم وليد الكرتي، الذي سجل هدفاً قاتلاً في مباراة الذهاب وأبقى آمال فريقه حية حتى النهاية. الكرتي يسعى للقب شخصي ثانٍ بعد دوره الحاسم مع الوداد في التتويج عام 2017. إلى جانب الكرتي، برز العديد من لاعبي بيراميدز مثل مهند لاشين في خط الوسط والديناميكي المغربي محمد الشيبي والبوركينابي بلاتي توريه والمهاجم الكونغولي فيستون ماييلي، مما يجعل الفريق يمتلك منظومة هجومية قادرة على صنع الفارق.
على الجانب الآخر، يدخل صنداونز بمعنويات عالية ومهارات طموحة للصعود مجدداً إلى قمة القارة. المدرب البرتغالي ميغيل كاردوسو يُعوّل كثيراً على خبرة لاعبيه وروحهم القتالية لتحقيق النصر الذي بدا بعيد المنال الموسم الماضي عندما خسر لقباً ثميناً مع الترجي أمام الأهلي المصري.
وأكد كاردوسو على أهمية القوة الذهنية للاعبيه وأشار إلى أن الأوقات العصيبة تصنع منها الأبطال. قائد الفريق موثوبي مفالا شدد بدوره على ضرورة استغلال محدودية العدد الجماهيري لبيراميدز لصالحهم، مشيراً إلى أن تسجيل الأهداف المبكرة سيمثل المفتاح للإطاحة بمضيفهم الطموح.
المواجهة القادمة ليست مجرد مباراة نهائية بين فريقين يتنافسان على اللقب الأغلى. إنها مواجهة بين تاريخ وثقافة كرة القدم الأفريقية وجيل جديد طموح يسعى لترسيخ مكانته على الساحة