
.

بعد سنوات من الجدل المستمر حول البطولات السعودية، يبقى السؤال الأبرز: هل سينجح مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية



بعد سنوات من الجدل المستمر حول البطولات السعودية، يبقى السؤال الأبرز: هل سينجح مشروع توثيق تاريخ كرة القدم السعودية
في إنهاء النزاعات والمزايدات بين الأندية أم أن هذه الخلافات ستستمر رغم صدور الأرقام الرسمية؟ الإعلان الأخير عن نتائج التوثيق، الذي يعيد ترتيب مشهد البطولات منذ الحقبة الأولى وحتى اليوم، قد يكون خطوة مهمة نحو الحسم، لكنه أيضاً يفتح المجال لتفسيرات وتأويلات جديدة في الوسط الرياضي.
التقرير، الذي كشف عن فارق كبير في عدد البطولات بين الأندية الكبرى، أبرز الهلال كزعيم بلا منازع بإجمالي 90 بطولة، متصدراً المشهد بفارق 31 بطولة عن الاتحاد أقرب منافسيه. هذا التفوق، المدعوم بتفاصيل دقيقة حول إنجازات الهلال في الدوري والكأس والبطولات الخارجية، يعزز من مكانته كأكثر الأندية تحقيقاً للإنجازات على المستويات المحلية والإقليمية والدولية.
الاتحاد، رغم امتلاكه 59 بطولة وتأكيده على مكانة قوية في المنافسة، يأتي ثانياً بعيداً عن الهلال. بدوره، الأهلي يحتل المركز الثالث برصيد 53 بطولة، فيما النصر يحل رابعاً بـ48 بطولة. أما الشباب والاتفاق، فقد أظهرت النتائج منافسة قوية لهما ضمن القائمة برصيد 43 و42 لقباً على التوالي.
من أبرز الجوانب التي ركز عليها المشروع هو التفاوت الكبير بين الأندية في العناية بالفئات العمرية والمنافسات المخصصة لها. الهلال تصدر المشهد بعدد إجمالي بلغ 176 بطولة عبر جميع الفئات العمرية، مما يدل على استثماراته الكبيرة في تطوير المواهب على مدار سنوات طويلة. الأهلي جاء ثانياً بـ121 بطولة، يليه الاتحاد بـ105 بطولات، والنصر بـ87 بطولة.
على الرغم من أهمية هذا التوثيق في تقديم صورة دقيقة وشاملة للبطولات الرسمية، إلا أن الملف لا يبدو مغلقاً بالكامل. الجدل الجماهيري والإعلامي حول "مشروعية" بعض الألقاب ومدى انعكاس هذه النتائج على الحاضر الرياضي السعودي قد يستمر. وإذا كانت الأرقام الرسمية قد حسمت الجوانب الإحصائية والتاريخية، فإن تأثيرها على الحوارات الرياضية سيظل بحاجة إلى الوقت والتقبل من كافة الأطراف.
في النهاية، التوثيق يمثل خطوة تاريخية تسعى لتعزيز الوضوح حول إنجازات الأندية السعودية، ولكنه قد يظل محفزاً للنقاشات المستمرة، خاصة مع وجود فارق كبير في الإنجازات بين الأندية الكبرى. فهل ستكون هذه النتائج نقطة تحول في الوسط الرياضي أم أنها مجرد مرحلة جديدة من النقاشات الحامية؟ الزمن وحده سيجيب عن هذا السؤال.
لم يفوت التقرير أن يتناول المرحلة التي سبقت تأسيس الاتحاد السعودي لكرة القدم عام 1956، وقبل انضمامه إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا). هذه الفترة استُعرضت كحقبة مستقلة تحمل أهمية تاريخية خاصة، حيث شمل التقرير تفاصيل 12 بطولة أقيمت خلالها وتم تقسيمها بين عدد محدود من الأندية. وتمكن الاتفاق من تصدر المشهد بـ5 بطولات، فيما حلّ نادي الشباب في المرتبة الثانية بأربع بطولات، بينما أحرز الاتحاد لقبين، ليكتفي نادي النهضة ببطولة واحدة فقط.