
.

بعد رحلة صمود استمرت 18 عاماً، وجد فريق الرائد نفسه يغادر دوري المحترفين السعودي



بعد رحلة صمود استمرت 18 عاماً، وجد فريق الرائد نفسه يغادر دوري المحترفين السعودي،
لينهض نجم النادي ليضيء طريق دوري الدرجة الأولى في الموسم القادم. لحظة ثقيلة ومؤلمة على مشجعي النادي، حيث يُعلن الهبوط بعد سنوات طويلة من البقاء ضمن الكبار منذ انطلاقة النسخة الحديثة للمسابقة في العام 2008. فقد أصبحت النقاط الثلاثون التي جمعها الفريق بعد هزيمته الأخيرة أمام ضمك غير كافية لضمان البقاء، خاصة بعد تفوق الوحدة بنقطتين.
الرائد، الذي لطالما كافح للبقاء موسماً تلو الآخر، يواجه الآن واقعاً جديداً يحتاج فيه أنصاره للتكاتف والتخطيط لإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي في دوري المحترفين. رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ياسر المسحل، قد أكد أنه لن تكون هناك أي قرارات استثنائية بزيادة عدد فرق الدوري هذا الموسم، مما يغلق الأبواب أمام محاولات الحصول على فرصة إضافية كما حدث في مواسم سابقة.
ولا يخفى على أحد أن الرائد استفاد سابقاً من قرارات مثل زيادة فرق الدوري أو الملحق في أربع مناسبات على الأقل من تاريخ المسابقة، الأمر الذي ساعده على تخطي أزمات مشابهة. ومع ذلك، لم تُحل المشكلات الداخلية للفريق؛ فتزايدت الخلافات بين الرئيس الحالي فهد المطوع وبعض مناصري النادي وحتى بعض الرؤساء السابقين. ولطالما وجهت للمطوع اتهامات بأنه يعمل ضد مصلحة النادي، بينما كان يردّ بأنها تحركات نابعة من خصومات ومحاولات لزعزعة الفريق.
المطوع، الذي تولى رئاسة النادي لما يقارب 13 عاماً ما بين تكليف وتزكية، كان أحد أبرز الداعمين الماليين للرائد خلال تلك الفترة. ومع ذلك، يرى العديد من المشجعين أن الأداء لم يكن بقدر التوقعات، خاصة عندما تُقارن إنجازات الرائد بجاره التعاون الذي حقق بطولة كأس الملك وشارك في دوري أبطال آسيا. المطوع لم ينجح في تحقيق نجاحات موازية برغم جهوده طوال فترة توليه المنصب.
خلال هذا الموسم، وصل الرائد إلى نصف نهائي كأس الملك ولكنه فشل في الوصول إلى المباراة النهائية بعد خروجه أمام فريق القادسية الذي يعيش أفضل أيامه. تاريخياً، كان صراع البقاء جزءاً لا يتجزأ من هوية الفريق، حيث عانى الفريق لأعوام من مواجهات فاصلة أو استثنائية للبقاء في دوري المحترفين. فمنذ عام 2009 مروراً بمواسم أخرى مثل 2016 و2018، كان الملحق والقرارات الخاصة سنداً للفريق لتفادي خطر الهبوط.
تاريخ الرائد بين الصعود والهبوط مليء بالحكايات والتحديات. فمنذ صعوده الأول عام 1986 وحتى عامه الأخير في دوري المحترفين عام 2008، كان الفريق يعرف الطريق بين النجاح والانتكاس بشكل مستمر. ومع ذلك، فإن أسوأ ذكرى كانت في 2006 عندما هبط الفريق إلى دوري الدرجة الثانية. لكنه عاد سريعاً بعد عام واحد ليضع نصب عينيه البقاء مع الكبار لأطول فترة ممكنة.
الآن، ومع مغادرة الرائد لدوري المحترفين، الفريق أمام تحدٍ كبير لإعادة بناء نفسه واستعادة مكانته المعتادة. إنها لحظة تأمل ومراجعة للكثير من القرارات والتوجهات التي سيحددها النادي وأنصاره لإعادة كتابة الفصل القادم من قصة الرائد.