بعد انتهاء بطولة كأس العالم للأندية في نيوجيرسي بصيغتها الجديدة، طُرح سؤال طموح ومثير للاهتمام في أروقة كرة القدم السعودية: هل يمكن للأندية المحلية أن تسجل إنجازاً فريداً بالمشاركة بأربعة فرق في نسخة 2029؟

بعد انتهاء بطولة كأس العالم للأندية في نيوجيرسي بصيغتها الجديدة، طُرح سؤال طموح ومثير للاهتمام في أروقة كرة القدم السعودية: هل يمكن للأندية المحلية أن تسجل إنجازاً فريداً بالمشاركة بأربعة فرق في نسخة 2029؟

من الناحية النظرية، تبدو الفكرة ممكنة، خصوصاً بعد أن ضمن الأهلي السعودي مقعداً في تلك النسخة بفوزه بلقب دوري أبطال النخبة الآسيوي لعام 2025. إلا أن تحقيق مشاركة رباعية يتطلب من الأندية السعودية الفوز المتواصل بالبطولات القارية في الأعوام المقبلة: 2026، 2027، و2028، وهي مهمة تبدو شاقة بالنظر إلى قوة المنافسة الإقليمية والدولية.

### تحديات محلية وقارية

للحفاظ على هذا الطموح، تحتاج الأندية السعودية إلى تحقيق توازن دقيق بين الأداء المحلي والدولي. فعلى الرغم من أن الاستثمار الكبير في لاعبين ومدربين عالميين قد عزز موقفها مؤخراً، إلا أن الاستمرار في الهيمنة يتطلب عملًا متكاملًا يشمل تطوير المواهب المحلية وتوسيع قاعدة اللاعبين مع إدارة الأحمال البدنية والذهنية التي تنتج عن تعدد المنافسات.

على المستوى القاري، الأندية السعودية تواجه خصوماً شرسين، ليس فقط من شرق آسيا مثل الكوريين واليابانيين، بل أيضاً من غرب القارة، حيث الإماراتيون والقطريون والإيرانيون يواصلون تحديهم. وقد أثبتت النسخة الأخيرة أن التفوق السعودي ليس مضموناً، إذ ظهر لاعبون وأندية آسيوية مستعدة للعودة بقوة إلى الواجهة.

### المنافسة ترتفع والمهمة تصبح أصعب

الكرة اليابانية مثلاً تثبت فعالية منظومتها الاحترافية من خلال ظهور فرق قوية مثل أوراوا وكاشيما وكاواساكي فرونتال. والأندية الكورية مثل أولسان وبوهانغ تستغل قوتها البدنية وروحها القتالية، بينما تشير بوادر استثمارات جديدة في الأندية الصينية والإماراتية والقطرية إلى منافسة أكبر في المستقبل. لذا، تحقيق الانتصارات القارية خلال الأعوام المقبلة لن يكون مجرد تحدي بل اختبار مستمر.

### دروس قيّمة من البطولة الأخيرة

النسخة الأخيرة شهدت مشاركة الهلال السعودي، الذي سجل لحظات تاريخية مثل التعادل مع ريال مدريد والفوز على مانشستر سيتي برباعية مفاجئة. ومع ذلك، خرج الهلال منهكاً أمام فلومينينسي البرازيلي، ما يبرز أهمية تجهيز فرق قوية على مختلف المستويات لمواجهة التحديات البدنية والفنية على مدار العام. ولتحقيق حلم المشاركة الرباعية في 2029، يجب على الأندية السعودية العمل على تعزيز استقرار أجهزتها الإدارية والفنية والتخطيط بعيد المدى دون الوقوع في فترات التراجع.

### مونديال شتوي في قطر

وفق تقارير صحفية، يبدو أن قطر مرشحة لاستضافة نسخة 2029 من البطولة، وقد يتم نقل موعدها إلى ديسمبر لتجنب تحديات الطقس كما حدث أثناء كأس العالم 2022. هذا السيناريو يوفر فرصة فريدة للاستفادة من الملاعب الجاهزة والبنية التحتية المتطورة لدوري نجوم قطر، مع تقديم نسخة صديقة للبيئة بفضل تقليل تكاليف النقل والتنقل.

في هذه المعركة الرياضية الممتدة، سيكون الطريق نحو تحقيق حلم المونديال السعودي معقداً ولكنه ليس مستحيلاً إذا توافرت العوامل المطلوبة: تخطيط استراتيجي، استثمار ذكي في المواهب والبنية التحتية، وإدارة متقنة للمنافسات المحلية والدولية. السنوات الأربع القادمة ستكون حاسمة لرؤية ما إذا كان الإنجاز التاريخي قابلاً للتطبيق أم مجرد حُلم يصعب الوصول إليه وسط منافسة آسيوية محتدمة.