
.

الرياض تحتضن أكبر فعالية دولية لصناعة كرة القدم



الرياض تحتضن أكبر فعالية دولية لصناعة كرة القدم
حيث تنطلق اليوم فعاليات قمة كرة القدم العالمية في "مدينة مسك"، وسط مشاركة أكثر من 2500 شخصية مؤثرة من قادة وخبراء الرياضة يمثلون أكثر من 80 دولة. هذا الحدث الكبير يعكس التحول السريع الذي تشهده المملكة منذ إعلان فوزها بتنظيم كأس العالم لعام 2034، ويُبرز مكانتها كمحور رئيسي في صياغة مستقبل اللعبة الأكثر شعبية في العالم.
القمة الدولية، التي تستمر على مدار يومين، تهدف إلى جمع اتحادات ودوريات وأندية وشركات تكنولوجية واستثمارية تحت سقف واحد، لتبادل الأفكار والاستراتيجيات حول تطوير اللعبة خارج وداخل المستطيل الأخضر. ويتخلل برنامج القمة حضوراً بارزاً لقيادات رياضية محلية وعالمية، منهم أحمد البحراني من الاتحاد السعودي، وبدر الجريسي وإبراهيم المعيقل من وزارة الرياضة، ولمياء بهيان من الاتحاد السعودي لكرة القدم. كما يشهد الحدث مشاركة أسماء عالمية مثل رؤساء دوريات "لاليغا"، "سيري آ"، و"ليغا بورتوغال"، بجانب عمالقة التكنولوجيا مثل "أمازون"، "مايكروسوفت"، "غوغل"، و"تيك توك". يجمع الحدث خبراء مؤثرين من مختلف القطاعات التي أصبحت تشكّل جزءاً محورياً من تطور كرة القدم الحديثة.
نسخة هذا العام تأخذ بُعداً جديداً يُبرز الاستثمارات العملاقة في البنية التحتية والاحتراف الرياضي وإعادة هيكلة الأندية. فمن بناء الملاعب العالمية وانطلاق دوري سعودي متطور، إلى البحث عن المواهب عبر برامج متخصصة كمبادرة "مهد"، تترسخ رؤية السعودية لتحويل كرة القدم إلى واجهة دولية للمملكة وتطوير اللعبة استعداداً لاستضافة كأس العالم في أقل من عقد.
جانب آخر يحتل مكانة خاصة في القمة هو احتفال توزيع جوائز "القمة العالمية الرياض 2025"، التي تسلط الضوء على إنجازات الأفراد والمؤسسات الفاعلة في تطوير الرياضة السعودية. تشمل الجوائز الفئات المختلفة، مثل أكاديمية "مهد" عن دورها في التنمية الرياضية، وبرنامج "فريق السعودية" عن الابتكار التكنولوجي، ونادي العُلا عن صعوده السريع إلى الصفوف الاحترافية.
أحد أبرز المتحدثين في النسخة الجديدة من القمة، مو إسلام، الذي يعبر عن ثقته بأن هذه الفعالية ستكون المحطة الأكبر حتى الآن لرياضة المملكة. يرى مو أن هذه التجمعات الدولية تعكس حجم التحول الذي شهده القطاع الرياضي السعودي على مدى عام كامل، وتفتح الباب لإلهام مزيد من قادة الرياضة حول العالم.
بالتزامن مع ذلك، تقدم القمة عرضاً طموحاً لتحقيق رقم قياسي جديد من لاعب الفريستايل البرازيلي ريكاردينيو، الذي سيحاول الحفاظ على الكرة في الهواء لأكثر من 50 ساعة متواصلة. بينما خلف الكواليس، يبدو أن كل تفاصيل القمة تشير إلى هدف استراتيجي واضح: بناء منتخب سعودي قادر على بلوغ نصف نهائي كأس العالم 2034، مع التركيز على البرامج الواضحة لتطوير المواهب الشابة.
الرياض تتطلع لأن تكون أكثر من مجرد مستضيف للبطولات؛ بل تخطط لتصبح مركز الثقل في صناعة كرة القدم العالمية. القمة الحالية ليست سوى خطوة أخرى في خارطة طريق طويلة نحو تحقيق تحول شامل في المشهد الرياضي بالمنطقة. ومع انطلاق هذه القمة بمشاركاتها الواسعة وحواراتها الغنية، تثبت الرياض أنها على أتم الاستعداد لكتابة فصل جديد ومُلهم في مستقبل كرة القدم.