
.

النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد ومنتخب البرازيل



أثار الجدل مؤخراً بعد الكشف عن وثائق تؤكد أن أصوله تعود إلى قبيلة تيكار، التي تنتمي إلى الكاميرون، إثر اختبار الحمض النووي. وتبين أن جذور أجداده تمتد إلى السودان القديم قبل أن ينتقلوا إلى شمال الكاميرون.
جينا بايج، مؤسسة موقع AfricanAncestry.com، علقت خلال تقديم الوثيقة لفينيسيوس قائلة: إن العنصرية وإرث العبودية محا الكثير من التاريخ العائلي للنجم، لكن اليوم نحن فخورون بالكشف عن جذوره الإفريقية، وهو ما يُعد علامة مهمة بالنسبة للاعب الذي أصبح رمزاً في مكافحة العنصرية عالمياً.
فيما أشار علماء الأنثروبولوجيا مثل جوان رييرا إلى أن قبيلة تيكار ذات أصول قديمة تعود إلى منطقة وادي نهر النيل في السودان الحديث. وقد قدم مارتن إلوغا دعماً إضافياً لهذه النظرية في كتابه الذي تناول القبيلة، رابطاً أصلها بمملكة كوش السودانية. كما أوضح أن ظروفاً غامضة، ربما تكون حروباً أو مجاعات، دفعتهم للرحيل والاستقرار في الكاميرون.
من جانب آخر، ذكر الباحث فوركا ليبي ماثيو فومين في أحد أعماله المنشورة أن شعب تيكار الذين أسسوا مملكتهم في الكاميرون كانوا يُعرفون تاريخياً بالغزاة السودانيين نتيجة لبراعتهم في تصنيع الحديد وأسلحتهم المتقدمة مقارنة بالشعوب الأخرى. الروايات الشفهية تشير إلى أن حكام التيكار الأوائل مثل نايا سانا وجوكور وزوجته يسوم، تركوا إرثاً ثقافياً عريقاً قبل وصول شعب الفولاني الذي أضعف مكانتهم بسبب هجماته التي كانت تهدف لاستعبادهم.
بحلول القرنين الثامن والتاسع عشر، تأثرت قبيلة تيكار بشكل كبير بالغزوات المتكررة لشعب الفولاني وانتقلت جنوباً داخل الكاميرون. ورغم هذه المعاناة، حافظت القبيلة على وجودها ويمثل أفرادها اليوم حوالي 9.9% من سكان الكاميرون البالغ عددهم أكثر من 31 مليون نسمة.
أما بالنسبة للهجرة القسرية للأفارقة إلى الأميركيتين، فقد حدثت بشكل واسع بين القرنين الخامس عشر والسادس عشر عندما بدأ الأوروبيون، لا سيما البرتغاليون، باستخدام العبيد الأفارقة نتيجة وفاة السكان الأصليين في المستعمرات البرازيلية بسبب الأمراض وظروف العمل القاسية. وتشير الروايات إلى أن شعب تيكار كان ضمن المجموعات التي نقلت قسراً خلال تجارة الرقيق.
وفي العصر الحديث، بدأ السود في الأميركيتين بالبحث عن أصولهم بعد قرون من الانفصال عن جذورهم، وهو ما سلط الضوء عليه فرانيس نيامنجوه، أستاذ علم الإنسان بجامعة كيب تاون. بجانب فينيسيوس جونيور، هناك شخصيات أخرى معروفة تنحدر من أصول إفريقية مشابهة مثل كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية السابقة، والمخرج سبايك لي، إضافة إلى الموسيقي العالمي كوينسي جونز.