
.

الملحق الآسيوي: مزيج من الخبرة والطموح في تشكيلة العراق



الملحق الآسيوي: مزيج من الخبرة والطموح في تشكيلة العراق
مع اقتراب موعد التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 أعلن المدير الفني لمنتخب العراق الأسترالي غراهام أرنولد، عن القائمة المكونة من 28 لاعباً الذين سيخوضون غمار المنافسة في الملحق الآسيوي. البطولة ستقام في مدينة جدة السعودية بين 8 و14 أكتوبر وتعد من أبرز المحطات الحاسمة لكرة القدم العراقية.
أسود الرافدين يبدأون مشوارهم بمواجهة منتخب إندونيسيا يوم 11 أكتوبر، وهي مباراة صعبة في ظل التطور الملحوظ للأخير على الساحة الآسيوية. ومن ثم، سيكون التحدي الأكبر في ختام المشوار داخل مجموعة "الموت"، حيث سينازل المنتخب السعودي على أرضه في 14 أكتوبر، في لقاء خليجي ساخن سيحبس الأنفاس.
ويضمن بطل كل مجموعة بطاقة العبور مباشرة إلى كأس العالم 2026، المقرر انعقاده في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك. أما الوصيف فسيحصل على فرصة أخيرة عبر مواجهات الملحق العالمي الحاسمة في نوفمبر 2025. وتضاف المنتخبات المتأهلة إلى قائمة تضم كبار القارة الصفراء مثل اليابان، كوريا الجنوبية، إيران، الأردن، أوزبكستان وأستراليا.
تشكيلة منتخب العراق تحت قيادة أرنولد جاءت ثرية بالمواهب، حيث جمعت بين خبرات العقود الماضية وطموح النجوم الشباب. القائمة شهدت عودة اسماء لامعة مثل بشار رسن المحترف في باختاكور الأوزبكي وزيدان إقبال، إلى جانب النجوم الصاعدة كالمهاجم السويدي عمار محسن، ولاعب الوسط أنمار شير وموهبة صانع الألعاب كيفن يعقوب، المساهم في تألق المنتخب العراقي خلال بطولة كأس ملك تايلاند وتحقيقه للقب.
فيما يخص تقسيم المراكز، ففي حراسة المرمى ضمت القائمة: جلال حسن، أحمد باسل وفهد طالب. أما خط الدفاع فجاء مكتظاً بأسماء بارزة مثل ريبين سولاقا، مناف يونس، آكام هاشم وفرانس بطرس. بينما يتواجد في خط الوسط اللاعبون المبدعون: أنمار شير، كيفن يعقوب، أسامة رشيد وبشار رسن. خط الهجوم بدوره يحمل أسماء وازنة مثل علي جاسم وأيمن حسين ومهند علي.
الطموح العراقي ليس فقط كتابة صفحة جديدة في كتاب التاريخ بمشاركة ثانية في كأس العالم بعد المشاركة المميزة سنة 1986، بل هو محاولة أيضاً لإلهام الأجيال الجديدة ودفع الكرة العراقية لبناء إرث رياضي عالمي أكبر. يعتمد أرنولد على مزيج من التكتيكات الدفاعية المحكمة والهجوم المنظم لتحقيق هذا الهدف.
من المؤكد أن المواجهة ضد إندونيسيا ستكون مدخلاً لتقييم قوة الفريق ومدى جاهزيته للمهمة الصعبة، خاصة مع التطورات الأخيرة التي شهدتها الكرة الإندونيسية. بينما تأتي القمة الجماهيرية مع السعودية كاختبار حقيقي للإرادة والعزيمة العراقية أمام الجار الأخضر.
تأهل المنتخب العراقي لمونديال 2026 يمكن أن يكون بمثابة انطلاقة جديدة لكرة القدم العراقية. الفرصة ليست فقط لاستعادة أمجاد الماضي، بل لتعزيز موقع العراق كقوة رياضية مؤثرة في القارة الآسيوية وعلى الساحة الدولية. المشجعون العراقيون يترقبون بشغف هذه اللحظات الحاسمة ويثقون بأن فريقهم سيبذل كل ما يملك لتحقيق حلم ملايين الجماهير. هل يعود أسود الرافدين للعالمية؟ الإجابة تنتظر ما ستؤول إليه أمواج الملحق الآسيوي المحفوف بالتحديات.