الكأس الذهبية: صراع القمة يتألق بين السعودية وأميركا بجاذبية الصدارة

تستعد الأنظار لتتابع المواجهة المرتقبة التي تجمع المنتخب السعودي ونظيره الأميركي في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة، حيث يحتضن ملعب ألامو دوم في مدينة سان أنطونيو بولاية تكساس الأميركية هذه المعركة الكروية ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة من بطولة كأس الكونكاكاف الذهبية 2025.

يأتي المنتخب السعودي، المعروف بـ"الأخضر"، إلى هذه المباراة مدعوماً بعزيمة قوية لمواصلة تألقه، خصوصاً بعد نجاحه في افتتاح مشواره بانتصار ثمين على منتخب هايتي بهدف دون رد حمل توقيع مهاجمه البارع صالح الشهري. وفي المقابل، يدخل المنتخب الأميركي اللقاء بمعنويات مرتفعة عقب تحقيقه لنتيجة استعراضية خلال الجولة الماضية بفوزه العريض على ترينيداد وتوباغو بخماسية نظيفة وضعته في صدارة المجموعة بفارق الأهداف.

المنتخب السعودي أكمل تحضيراته لهذه المباراة المصيرية من خلال معسكر قصير أقيم في مدينة أوستن الأميركية، حيث ركّز المدرب الفرنسي هيرفي رينارد على رفع مستوى جاهزية اللاعبين، مع تكثيف العمل على النواحي التكتيكية وتصحيح الأخطاء التي ظهرت في اللقاء الماضي. ويضع رينارد أمام عينيه التحدي الكبير بملاقاة صاحب الأرض والجمهور، الذي يُعتبر أيضاً أحد أقوى المرشحين للقب.

أحد أبرز العناصر التي يعتمد عليها الأخضر في هذه المواجهة هو الظهير سعود عبد الحميد، الذي يعول عليه الفريق كثيراً لدوره الحاسم في دعم الجانبين الدفاعي والهجومي. ويدرك الطرفان أهمية هذه المباراة في حسم مصير صدارة المجموعة، حيث يتشارك المنتخبان رصيد ثلاث نقاط لكل منهما، في حين تميل الكفة لصالح المنتخب الأميركي بفارق الأهداف.

التاريخ لا يخلو من مواجهات مثيرة جمعت بين الفريقين؛ فقد تواجه المنتخبان في سبع مناسبات سابقة، كان النصيب الأكبر فيها للمنتخب الأميركي بثلاثة انتصارات، بينما حقق الأخضر فوزين، وانتهت مباراتان بالتعادل. وقد سجل السعوديون خلال هذه المواجهات ثمانية أهداف، بينما أحرز خصمهم الأميركي تسعة.

أولى المواجهات الرسمية تعود إلى عام 1992 ضمن بطولة كأس القارات التي استضافتها الرياض، حيث تمكن المنتخب السعودي من تحقيق نصر استثنائي بثلاثية نظيفة أمام جمهور غفير تجاوز 70 ألف متفرج في استاد الملك فهد الدولي، وتألق حينها الثلاثي فهد الهريفي ويوسف الثنيان وخالد مسعد بتسجيلهم الأهداف.

وعلى الرغم من الإنجاز التاريخي في بداية التسعينيات، فإن اللقاءات التالية مالت قليلاً لصالح الأميركيين؛ ففي عام 1993 خسر المنتخب السعودي مباراة ودية في الرياض بنتيجة 2-0. تكررت اللقاءات الودية لاحقاً على الأراضي الأميركية، حيث انتهى أحدها بالتعادل السلبي في بيسكاتاواي، بينما تفوق الأميركيون على السعودية بنتيجة 4-3 خلال مواجهة أُقيمت في واشنطن عام 1995.

ومع ذلك، آخر انتصار سعودي على أميركا تحقق عام 1994 في مباراة ودية بمدينة الخبر عندما قلب الأخضر الموازين لصالحه بفوزه 2-1 بفضل هدفي سامي الجابر وفهد الغشيان. ومنذ هذا الانتصار، لم يتمكن السعوديون من التغلب على نظيرهم الأميركي مجدداً.

جدير بالذكر أن آخر مواجهة جمعت بين المنتخبين كانت ودية في الأراضي الإسبانية عام 2022 ضمن استعداداتهما لكأس العالم، وانتهت بتعادل سلبي.

المدرب الفرنسي هيرفي رينارد يعلم تماماً مدى صعوبة المهمة أمام خصم يتسم بالقوة والخبرة ومرشح لاعتلاء عرش البطولة. ومع توقعات بإجراء تعديلات تكتيكية من جانبه، قد يشهد اللقاء مشاركة لاعب الوسط علي مجرشي كأساسي بعدما فضّل المدرب إراحته خلال المواجهة السابقة.

تبقى الآمال معلقة لعشاق الأخضر بأن يقدم المنتخب مستوى يليق بسمعته وطموحاته في عبور هذا الاختبار الصعب ومواصلة الزحف نحو تحقيق إنجاز جديد لكرة القدم السعودية على الصعيد القاري.