الأخضر يُواجه مساراً أصعب نحو «المونديال»

حلم التأهل المباشر تبخر بتحوّله إلى خسارة مفاجئة... والملحق الآسيوي بات الخيار الوحيد.

اختتم المنتخب السعودي مشواره في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026 باحتلال المركز الثالث في مجموعته، بعد إخفاقه في تحقيق الفوز الحاسم أمام أستراليا على أرضية ملعب جدة، حيث انتهت المباراة بخسارة 2-1 لصالح الضيف، ليتحول الأخضر إلى الملحق الآسيوي.

تصدرت اليابان المجموعة برصيد 23 نقطة تليها أستراليا بـ19 نقطة، وكلاهما تأهلا مباشرة إلى النهائيات. أما السعودية برصيد 13 نقطة، فانتقلت إلى الملحق الآسيوي برفقة إندونيسيا (12 نقطة).

كان الفريق السعودي بحاجة لمعجزة لتحقيق الفوز بفارق خمسة أهداف لضمان التأهل المباشر، غير أن الأحداث داخل الملعب خالفت الطموحات.

المباراة بدأت مبشرة للأخضر بعدما افتتح عبد الرحمن العبود التسجيل في الدقيقة (19)، إلا أن أستراليا استجابت بشكل قاتل بتسجيل هدفين عبر كونور ميتكالف (42) وميتشل دوكي (48)، مؤمنة بطاقة التأهل السادسة المباشرة عن القارة الآسيوية إلى المونديال. وترافق المنتخب الأسترالي مع منتخبات اليابان، كوريا الجنوبية، إيران، أوزبكستان، والأردن.

بهذا التأهل، أصبحت أستراليا الدولة الـ11 التي تضمن المشاركة في النهائيات المزمع إقامتها في الدول الثلاث المستضيفة: الولايات المتحدة، كندا، والمكسيك، إلى جانب المنتخبات المتأهلة من قارات أخرى مثل الأرجنتين ونيوزيلندا.

المنتخب السعودي سيواجه تحديات الملحق الآسيوي، حيث يتنافس مع أصحاب المركزين الثالث والرابع من المجموعات الثلاث للتصفيات المشتركة. سيتم تقسيم المنتخبات الستة المؤهلة إلى الملحق إلى مجموعتين تضم كل واحدة ثلاثة فرق، ويتأهل الفائز بكل مجموعة مباشرة إلى النهائيات، بينما يتواجه أصحاب المركز الثاني بمباراتين ذهاباً وإياباً، والفائز سيحجز بطاقة ذهبية للمشاركة في ملحق عالمي.

قرعة الملحق الآسيوي ستُجرى في 17 يوليو المقبل، بمشاركة المنتخبات التي أخفقت في التأهل المباشر لكنها حافظت على مركز ثالث أو رابع في مجموعاتها.

وفي تطور جديد يخص المشاركة الآسيوية في المونديال، سيزيد عدد المقاعد المخصصة للقارة إلى ثمانية مقاعد مباشرة، إضافةً إلى فرصة تنافسية عبر الملحق العالمي، ما قد يعزز حضور المنتخبات الآسيوية إلى تسعة فرق.

في تفاصيل المباراة أمام أستراليا، اندفع الأخضر منذ البداية بحثاً عن هدف مبكر. جاءت فرصته الأولى عبر هجمة منظمة قادها سالم الدوسري بتمريرة إلى فراس البريكان داخل المنطقة ليسددها العبود بنجاح داخل الشباك. إلا أن المنتخب السعودي أخفق في تعزيز تقدمه حيث أهدر اللاعب مصعب الجوير فرصة سهلة للتسجيل في الدقيقة (34).

من جهة أخرى، استغل المنتخب الأسترالي ضعف الرقابة الدفاعية للمنتخب السعودي، وتمكن من إدراك التعادل قبل نهاية الشوط الأول عبر تسديدة قوية من كونور ميتكالف. ومع بداية الشوط الثاني، ضاعف أستراليا تقدمها برأسية مثالية من ميتشل دوكي إثر ركلة حرة جانبية.

وفي أحداث دقيقة أثارت الجدل، تدخل حكم الفيديو المساعد (VAR) لإلغاء الطرد غير المستحق للاعب السعودي علي مجرشي بعد عرقلته لمهاجم أستراليا المنفرد. كما منح الأخضر ركلة جزاء بعد عرقلة سالم الدوسري داخل المنطقة في الدقيقة (82)، لكن الدوسري أضاع الفرصة للتعادل بعدما تصدى لها الحارس الأسترالي.

خرجت الجماهير السعودية بخيبة أمل كبيرة من هذه المباراة الحاسمة التي شهدت لحظات متناقضة بين الأمل والتراجع. أما الآن، فانصب تركيز المنتخب بالكامل على المواجهات القادمة في الملحق الآسيوي لتعويض الإخفاق وتحقيق الحلم بالمشاركة في مونديال 2026.